الاغتيال الاقتصادي
كم من القراصنة في الماضي يجولون البحار يستولون على السفن وما تحمله من كنوز وبضائع، هؤلاء القراصنة صاروا في أيامنا يلبسون الحلل الأنيقة ويحملون حقائبهم يجوبون العالم للاستيلاء ليس على سفن بل على الدول ذاتها، هؤلاء هم قراصنة الاقتصاد ومهمتهم أن يجعلوا اقتصاديات الدول تنهار بعد إقحامها في مشروعات وتكييلها بسلاسل الديون والقروض وفوائد لا تنتهي.
أكتب هذا بعد قراءتي لكتاب صدر في أمريكا للكاتب الأمريكي جون بيركنز، بعنوان confessions of an economic Hitman، بمعنى «اعترافات قاتل اقتصادي» ظل الكاتب عشرين عاما لا يجرؤ على نشر مذكراته بسبب التهديدات، وقبوله رشوة كبيرة مقابل صمته، لكن بعد أحداث سبتمبر اتخذ قراره بنشر الكتاب مهما كانت العواقب.. رفضت جميع دور النشر نشر الكتاب إلا واحدة، وأخرجت الكتاب للنور وأصبح الأكثر مبيعا وترجم إلى ثلاثين لغة.
كان جون بركنز يعمل كبير الاقتصاديين بشركة «مين» الأمريكية، في وظيفة قاتل اقتصادي، ويعرف الكاتب القتلة الاقتصاديين بأنهم رجال محترفون يتقاضون أجورا خيالية لخداع دول ترصدها أمريكا؛ من أجل الاستيلاء على ترليونات الدولارات بعد إيقاع هذه الدول في شرك القروض؛ بهدف ضمان ولائهم وتأمين الاحتياجات السياسية والعسكرية والاقتصادية لأمريكا، التي تقوم بتنفيذ المشاريع.. هذه الخطط تلخص السياسة الإمبريالية الحديثة التي ابتدعتها الولايات المتحدة.
يصف الكاتب ثلاث مراحل كان يتبعها هو وأعوانه، كانت المرحلة الأولى تبدأ بالقتلة الاقتصاديين من أمثال الكاتب - قبل صحوة ضميره - الذين يقومون بإقناع زعماء الدول المستهدفة بأخذ قروض ضخمة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنوك الأمريكية والـusaid؛ لتمويل مشاريع مبالغ فيها، فإذا قبلت الدولة العرض أحكمت أمريكا قبضتها على تلك الدولة التي لن تستطيع سداد ديونها، وإذا فشل القتلة الاقتصاديون تأتي الخطة الثانية باستهداف الزعيم العنيد، وتصفيته أو تدبير انقلاب ضده والإطاحة به، كما حدث مع رئيس بنما عمر نرويجا؛ بسبب إصراره على استعادة قناة بنما من السيطرة الأمريكية، فأسقطت طائرته وتدخل الجيش الأمريكي وهاجم بنما، أيضا ما حدث في إيران مع رئيس وزرائه محمد مصدق بعد تأميم النفط.. ووضع حد لنهبه من قبل الإمبرياليين الغربيين.
ويورد الكاتب كيف استطاع ضابط الاستخبارات الأمريكية «كيرمت رورفلت» عام ١٩٥١، القضاء على رئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا، وتنصيب الشاه رضا بهلوي.
وعند فشل هذه الخطة تأتي الخطوة التالية في هذا المسلسل، يتحرك الجيش الأمريكي لاحتلال الدولة، كما حدث مع صدام حسين في العراق الذي كان سيبقى في الحكم لو قبل الدور الذي قبله الخليجيون.
وقبل قراءتي للتفاصيل الواردة في الكتاب، كنت أؤمن بنظرية المؤامرة، وبعد هذا الكتاب ازددت إيمانًا بذلك بعد أن ازددت علمًا بكيفية إدارة أمريكا لهذا التآمر، وكيفية تحقيق مصالح بعمل إجراكي منظم يأتي باعتراف رجلها جون بركنز، عن قصة تجنيده من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية وتدريبه ليصبح قاتلا اقتصاديا تحت غطاء شركة هندسية عملاقة، وكما جاء في الجزء الأول من كتابه حول مهمته الأولى في إندونيسيا التي كانت دعما له في العالم الإسلامي ومهدت لمهامه في الخليج العربي بعد ذلك، وجرت شهادته إذا ما حاول أحد الزعماء السياسيين رفض شروط التعاون وترسل الأجهزة الخاصة الأمريكية عناصر خاصة تسمى «الجاكلز»؛ لتصفيته، وحال فشل الجاكلز تدفع الولايات المتحدة بجيشه.
ويقر الكاتب، بأن الحكومات الأمريكية تسيطر عليها الشركات العملاقة مثل مكتمارا، وزير الدفاع الأسبق، الذي كان رئيسا لشركة فورد، ثم رئيسا لببنك الدولي، وجورج شولتر وبوش الأب كان رئيسا لشركة راباتا للنفط، وديك تشيني رئيس بشركة هليبرتون.
وتأتي نقطة ساخنة خطيرة وهي دور مراكز الدراسات الخاصة وحقوق الإنسان والبيئة ودروس الانتخابات، وما يعرف بفرق السلام التي تشمل معسكرات للشباب والشابات والكلاب والأكاديميين والإعلاميين، وهي أماكن متخصصة في غسيل المخ، وهو ما عاينناه في مصر بعد ثورة ٢٥ يناير من هؤلاء الذين أطلق عليهم ناشطين سياسيين أمثال وائل غنيم.
وعند فشل هذه الخطة تأتي الخطوة التالية في هذا المسلسل، يتحرك الجيش الأمريكي لاحتلال الدولة، كما حدث مع صدام حسين في العراق الذي كان سيبقى في الحكم لو قبل الدور الذي قبله الخليجيون.
وقبل قراءتي للتفاصيل الواردة في الكتاب، كنت أؤمن بنظرية المؤامرة، وبعد هذا الكتاب ازددت إيمانًا بذلك بعد أن ازددت علمًا بكيفية إدارة أمريكا لهذا التآمر، وكيفية تحقيق مصالح بعمل إجراكي منظم يأتي باعتراف رجلها جون بركنز، عن قصة تجنيده من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية وتدريبه ليصبح قاتلا اقتصاديا تحت غطاء شركة هندسية عملاقة، وكما جاء في الجزء الأول من كتابه حول مهمته الأولى في إندونيسيا التي كانت دعما له في العالم الإسلامي ومهدت لمهامه في الخليج العربي بعد ذلك، وجرت شهادته إذا ما حاول أحد الزعماء السياسيين رفض شروط التعاون وترسل الأجهزة الخاصة الأمريكية عناصر خاصة تسمى «الجاكلز»؛ لتصفيته، وحال فشل الجاكلز تدفع الولايات المتحدة بجيشه.
ويقر الكاتب، بأن الحكومات الأمريكية تسيطر عليها الشركات العملاقة مثل مكتمارا، وزير الدفاع الأسبق، الذي كان رئيسا لشركة فورد، ثم رئيسا لببنك الدولي، وجورج شولتر وبوش الأب كان رئيسا لشركة راباتا للنفط، وديك تشيني رئيس بشركة هليبرتون.
وتأتي نقطة ساخنة خطيرة وهي دور مراكز الدراسات الخاصة وحقوق الإنسان والبيئة ودروس الانتخابات، وما يعرف بفرق السلام التي تشمل معسكرات للشباب والشابات والكلاب والأكاديميين والإعلاميين، وهي أماكن متخصصة في غسيل المخ، وهو ما عاينناه في مصر بعد ثورة ٢٥ يناير من هؤلاء الذين أطلق عليهم ناشطين سياسيين أمثال وائل غنيم.