رئيس التحرير
عصام كامل

«أزمة اللاجئين» تكشف قبح أوربا.. الأمم المتحدة تعرب عن خيبة أملها لعدم حل المشكلة.. اشتعال النزاع بين المجر والنمسا بسبب معاملة المهاجرين.. وبريطانيا أكثر الدول تعنتا

فيتو

كشفت أزمة اللاجئين في أوربا، مدي زيف القيم الأوربية وادعاء الغرب احترام حقوق الإنسان، خاصة حقه في حياة أفضل، وتبين أن جميعها شعارات لم ترتق لتكون حقيقة على أرض الواقع وكان ذلك واضح من سلوك الدول الأوربية وتعاملها مع المهاجرين.


خيبة أمل

قالت منظمة الأمم المتحدة: إنها تشعر "بخيبة أمل عميقة" لفشل وزراء الاتحاد الأوربي في التوصل إلى توافق نهائى في الآراء بشأن خطة توزيع 120 ألف لاجئ على الدول الأعضاء.

وشددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في بيانها على ضرورة الوصول إلى اتفاق حاسم دون مزيد من التأجيل لتلبية الاحتياجات وكذلك تحرك شجاع يقوم على تضامن كل الدول الأعضاء".

عدد المهاجرين

وأكدت منظمة الهجرة الدولية أن نحو 464 ألفا و876 مهاجرا عبروا البحر المتوسط خلال هذا العام، وهو ما يبلغ ضعفى عدد المهاجرين الذين عبروا المتوسط خلال 2014 كله.

وقالت وكالة الاتحاد الأوربي لمراقبة الحدود (فرونتكس): إن عددا قياسيا بلغ 156 ألف مهاجر دخل الاتحاد في أغسطس الماضى مما يرفع إجمالى الأعداد التي دخلت هذا العام إلى أكثر من 500 ألف شخص.

معاملة قاسية

وأعلنت المجر عن اعتقال المهاجرين غير الشرعيين، وقال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إن المهاجرين دخلوا بلاده بالآلاف "وتمردوا" على الشرطة، وإن الأوامر صدرت بفرض الأمن، فيما أكد عملاء الإغاثة أن المهاجرين يعيشون ظروفا بائسة في مخيم على الحدود الصربية المجرية، وأظهرت صور فيديو أكياس الغذاء تلقى عليهم في مخيم روزكي.

ووجدت المجر صعوبات في التعامل مع تدفق 150 ألف مهاجر عبروا حدودها هذا العام، قادمين من اليونان، باتجاه دول أوربا الشمالية والغربية، وسعت لتقييد الوافدين من خلال بناء سياج على الحدود مع صربيا، وتدريب قواتها على حماية الحدود.

وقال رئيس الوزراء السلوفاكى: إن بلاده ستستقبل اللاجئين المسيحيين فقط، لأنه سيعد بمثابة "تضامن زائف" استقبال مسلمين في بلاد ليس بها مسجد واحد، فيما اعتبر رئيس الوزراء المجرى أن الموجة العارمة من المهاجرين تعد اعتداء من جانب مهاجرين غير شرعيين، مؤكدًا على مكافحتها.

واستدعت المجر السفير النمساوي في بودابست في ظل ازدياد النزاع بين البلدين بشأن معاملة المهاجرين، وكان المستشار النمساوي فيرنر فايمان انتقد معاملة بودابست للمهاجرين، وشبه سياساتها بعمليات ترحيل اليهود التي نفذتها ألمانيا النازية.

موقف ألمانيا

وأوقفت ألمانيا قطارات المهاجرين القادمة من النمسا بعد إعلان استعدادها لاستقبال 800 ألف لاجئ خلال هذا العام، لكن وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير قال: إنه لا يجب أن يختار اللاجئون الذين يتدفقون على أوربا بأنفسهم مكان إقامتهم في الوقت الذي أكدت فيه السلطات اليوم أن آلافا آخرين يتنقلون في أرجاء القارة.

النمسا تعزز حدودها

وعززت النمسا إجراءاتها على الحدود، في الوقت الذي تحاول فيه إيجاد حلول لآلاف المهاجرين العالقين في أراضيها بعد قرار ألمانيا بتنفيذ إجراءات مماثلة.

وكانت النمسا وألمانيا، فتحتا معًا حدودهما الأسبوع الماضي أمام موجة من المهاجرين الذين وصلوا المجر قادمين من دول البلقان، لكن برلين شددت إجراءاتها منذ يومين خوفًا من عدم القدرة على استقبال المزيد من المهاجرين.

استقبال اللاجئين

وتعد بريطانيا أكثر الدول تشددا في إجراءاتها لاستقبال اللاجئين الذين رفضت استقبالهم منذ بداية الأزمة ولكن مع صورة الطفل السوري الذي جرفته المياه على الشاطئ التركي أثناء محاولة عائلته عبور البحر الأبيض المتوسط قررت تغيير موقفها وأعلنت عن استعدادها لاستقبال 20 ألف لاجئ على مدي الأعوام المقبلة من المخيمات المجاورة لسوريا وليس المهاجرين في أوربا.

زيادة المخيمات

وزودت فرنسا عدد المخيمات داخل مخيم كاليه للاجئين، وعقدت اتفاقا مع بريطانيا لمنع المهاجرين الذين يحاولون التسلل إلى لندن، وصرح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بأنه يخشى "تفتت" المجتمع الفرنسي جراء أزمة المهاجرين، داعيا إلى إنشاء مراكز لفرز اللاجئين في الدول المجاورة لأوربا، ورفض فكرة استقبال فرنسا لكل أنواع اللاجئين.
الجريدة الرسمية