تراجع كتل الجليد بجبال سييرا نيفادا لأدنى مستوى منذ 500 عام
كشفت نتائج دراسة أمريكية، أن الكتل الجليدية التي تغلف قمم جبال سييرا نيفادا بكاليفورنيا هذا العام، هي الأقل خلال خمسة قرون، فيما يهدد تغير المناخ بمزيد من تراجع الجليد، مما يفاقم من أزمة نقص المياه بالولاية التي ابتليت بالجفاف.
يمثل حجم الكتل الجليدية على قمم سلاسل سييرا نيفادا هذا الربيع، تراجعا بنسبة خمسة في المائة عن متوسط النصف الثاني من القرن العشرين، فيما قال العلماء إن هذه النتائج توضح أن "عام 2015 يمثل تراجعا لم يسبقه مثيل خلال القرون الخمسة الماضية".
ويتم تسجيل هذا التراجع على أساس سجلات تساقط الثلوج ورصد درجات الحرارة وحلقات النمو السنوية على جذوع أشجار البلوط الأزرق وغيرها، مما يدلل على الظروف القاسية التي مرت بها المنطقة خلال القرون الماضية.
وكتب العلماء يقولون في دورية التغير المناخي والطبيعة: إن هذا التراجع "نذير سوء" ينبئ عن مدى حدة وقسوة موجات الجفاف في الولاية منذ عام 2012، مما يؤثر سلبا على عدة نواح من قطاع الزراعة، وحتى توليد الكهرباء من السدود والخزانات.
وأعلن حاكم كاليفورنيا جيري براون، الأحد الماضي، حالة الطوارئ في مناطق احتدمت فيها حرائق الغابات ووسع المسئولون أوامر الإجلاء الإجباري للسكان بسبب الرياح التي تغير اتجاهها وتقذف ألسنة اللهب والرماد في اتجاه عدد من البلدات.
وقالت الدراسة التي جرت تحت إشراف جامعة اريزونا: "تلعب الكتل الجليدية فوق قمم سييرا نيفادا دورا رئيسيا في تعويص نقص المياه بالولاية وهي تمد الولاية بنحو 30 في المائة من احتياجاتها المائية".
وأضافت أنه من المتوقع أن يسهم الاحترار في "زيادة جديدة في احتمالات حدوث جفاف شديد".
ويواجه سكان مدن كاليفورنيا وبلدانها، مطالب بترشيد استخدام المياه وإلا عوقبوا بتوقيع غرامات تصاعدية وذلك في ضوء لوائح تمثل أول خفض إجباري من نوعه للمياه في تاريخ الولاية بسبب استمرار موجات الجفاف.
ودخلت كاليفورنيا عامها الرابع من موجات الجفاف الشديد حيث وصلت كتل الجليد على قمم الجبال، التي عادة ما توفر نحو ثلث احتياجات الولاية من المياه، عند أدنى مستوى قياسي لها، مما أجبر المزارعين على حرث رقعة زراعية تصل إلى آلاف الأفدنة.