رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي والجرابيع !!


على خلفية الهري اليومي الذي لا يتوقف وآخره "دعم" المكسيك على حساب بلدهم في وقت تجاهلوا تمامًا عملية "حق الشهيد" نقول:

عندما اختطفت داعش المواطنين المصريين في ليبيا هاجموا السيسي لأنه لم يتحرك لمواجهة الأزمة.. وعندما تحرك وضربت القوات المصرية قواعد داعش في ليبيا وتمت تسويتها بالأرض هاجموا السيسي أيضًا لأن الضربة من وجهة نظرهم بدايه لتورط مصر عسكريًا هناك !


وطوال الأشهر الماضية يتحدثون عن دولة رجال الأعمال وأن نظام مبارك كما هو وعندما نرد وبالأرقام عن حجم الأموال التي استردتها الدولة من فروق الأراضي على الطرق الصحراوية ينكرون الأخبار ويكذبونها.. بلا منطق وبلا دليل ويككرون اتهامهم السابق.. أما بعد القبض على وزير الزراعة السابق نطقوا جميعًا أن حرب الرجل على الفساد هي سبب إقالته !!

يهاجمون السيسي لما يعتبرونه تقاعسًا في دعم سوريا.. وعندما يمتدح الرئيس بشار مصر ويعلن أن العلاقات مع مصر لم تتوقف قط طوال السنوات الماضية يتجاهلون الأمر ويهاجمون السيسي لأنه أرسل القوات البرية لليمن وعندما تنفي وزارة الدفاع ذلك وتنفيه قيادة التحالف العربي تجدهم يعودون سيرتهم الأولى، ولكن لسبب آخر وهو دعم السيسي لبشار الذي يحملونه مسئولية المهجرين !

إن رفضت المحكمة ترشح أحمد عز كانوا وكأنهم لم يروا شيئًا.. وأن ترشح قلبوا الدنيا ولم يقعدوها فإن رفضته لجنة الانتخابات مرة اخرى فقدوا سمعهم وأبصارهم !

إن برأتهم المحاكم في أي نزاع أو أي اتهام مدحوا القضاء العادل الشريف.. فإذا ما خسروا دعاوي أخرى صار القضاء عندهم مسيسًا مشكوكًا في نزاهته !!

أن استشهد ضباطنا في سيناء هاجموا السيسي لأنه المسئول..وان انتقم السيسي لجنودنا وضباطنا اما أن يتجاهلوا الأمر أو يهاجموه لأنه لا يوجد دليل كما يزعمون على أن هؤلاء هم من قتلوا جنودنا !

إن أعادت أمريكا الأباتشي يبدءون أسطوانة العلاقات الخاصة مع أمريكا كما كانت فى عصر مبارك..وإن استدعت خارجيتنا السفير الأمريكي ومسحت به بلاط الوزارة تجاهلوا الأمر.. وإن رحلت مصر مواطنين أمريكان من مطار القاهرة تجاهلوا الأمر.. وأن قبضت مصر على ضابط أمن بالسفارة الأمريكية تجاهلوا الأمر.. ولكن عندما تهاجم أمل كلوني بلادهم ـ مصر يعني ـ رددوا كلامها وهتفوا خلفها وكأنها تهاجم بلدا آخر !

إن اصطنعوا شائعات رواتب القضاة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لتمييز القضاة عن باقي الفئات.. وإن تظاهر موظفو الضرائب للحفاظ على تميزهم عن باقي الوظائف ساندوهم ودعموهم وطالبوا بالتظاهر معهم.

ليل نهار يسخرون من البيروقراطية في الجهاز الحكومي ومن انتشار الفساد والمحسوبية والرشوة ويربطون كل شيء بالسيسي وكأنه مسئول عنها وعن حلها وليست أمراضًا ومشاكل تراكمت في أربعين عامًا مضت.. وعندما يطرح السيسي قانون الخدمة المدنية وما به من ثورة إدارية حقيقية هاجموه ورفضوه !!

لا يرون قناة السويس ولا القضاء على مشاكل الكهرباء ولا اختفاء مشاكل الخبز وطوابير أنابيب البوتاجاز ولا يرون الطرق الجديدة ولا إعادة تأهيل المصانع التي خربتها الخصخصة ولا عودة مجمعات الدولة الاستهلاكية التي تحولت إلى "خرابات" في السنوات السابقة ولا يرون استعادة أفريقيا من جديد ولا نفخ الروح في العلاقات المصرية الروسية الصينية.. إنما يرون رجلا قتل زوجته بسبب أزمة مالية فيعتبرونها دليلًا على فشل نظام السيسي !

سوف تنشط اللجان الإلكترونية.. وسيهاجمون المقال دون رد على ما فيه.. وسيسبون كاتبه.. فهذه مهمتهم وأكل عيشهم ومصدر رزقهم.. لم يعد يعنينا ذلك.. فهم جرابيع ولا أقل..وربما أكثر.. بل مؤكد أكثر.. ولكن لو زدنا ما نشرت "فيتــو" المقال !
الجريدة الرسمية