حكومة جديدة وحكومة قديمة ( 2 )

لابد أن قرار تغيير الحكومة وازن من اتخذه بين الإبقاء على الحكومة القديمة ولم يتبق على تشكيل البرلمان الجديد سوى بضعة أسابيع قليلة، وما بين تشكيل حكومة جديدة عمرها تلك الأسابيع القليلة..لابد أنه وجد في نهاية هذه الموازنة أن إيجابيات تشكيل حكومة جديدة تفوق سلبياتها وأن سلبيات الحفاظ على الحكومة القديمة تفوق إيجابياتها.. وهنا كان قرار التغيير.. وفى تقديرى شخصيًا أن العنصر الذي حسم هذه المفاضلة كان هو الحرص على رضا الرأى العام حتى لا يستغل ويستثمر تراجع رضاه من يحاربوننا الآن سواء بالسلاح والمتفجرات أو بالشائعات والتشكيك عبر الإعلام.

وأى تحليل مضمون لاتجاهات الرأى العام غالبا كانت توجه تنبيهات وربما تحذيرات لصاحب القرار بعد تراكم قرارات وإجراءات وتصرفات وتصريحات لعدد من وزراء حكومة المهندس محلب أثارت استياء أو ضعفا أو ضيقا للرأى العام، خاصة أنه لم يبادر أحد منهم أو غيرهم لاحتواء هذه الآثار وإذا كان هناك من حاول ذلك فإنه لم يفلح كثيرا.. وفي ظل حرب تخوضها ضد الإرهاب لا يمكن التغاضى عن تراكم القلق لدى الرأى العام... يجب علاج هذا القلق وإزالة آثاره فورًا.