وزير التعليم وأحلام اليقظة
أحلام اليقظة هي وسيلة العاجز للهروب من الواقع القاسي المؤلم وتعويض الفشل الذي يصاب به المرء أثناء مسيرته العملية أو العلمية، وهي إحدى وسائل الدفاع عن النفس لكي تحقق الإشباع الخيالي للرغبات المكبوتة وهذا ما يتفق مع ما قام به السيد وزير التربية والتعليم في باريس منذ عدة أيام.
ففي فعاليات اليوم العالمي لمحو الأمية أكد السيد وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعي في الكلمة التي ألقاها بمؤتمر اليونسكو الذي عقد بمقر المنظمة بباريس تحت عنوان "محو الأمية والمجتمعات المستديمة" أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في محو الأمية وتعليم الكبار في إطار خطة استراتيجية مستمرة حتى عام 2030، وأن منظومة محو الأمية وتعليم الكبار قد محت أمية 800 ألف مصري خلال العام الماضي، وهو كلام لا أساس له من الصحة.
وأضاف الوزير أن المجلس الأعلى للجامعات يدرس حاليًا إلزام كل طالب جامعي بمحو أمية أربعة أشخاص وبحسبة بسيطة بما أن لدينا 2،5 مليون طالب في الجامعات فإنهم سيمحون أمية 10 ملايين شخص في أربع سنوات، وهذا كلام نظري بحت، كما أشار كذلك إلى أهمية قرار مجلس الوزراء بإلزام الـ 30 ألف معلم الذين عينوا مؤخرًا بمحو أمية 10 دارسين في السنة الأولى، واستطرد الوزير في تصريحاته الإعلامية المحلقة في فضاء الوهم أن هناك استراتيجية لتطوير التعليم خلال الفترة من 2014 إلى 2030، ولم يغفل الوزير عن تكرار عباراته الإنشائية الخاوية من المضمون عن البنية التكنولوجية والتفكير الابتكاري الموعود وهلم جرا.
ولم يتوقف الوزير عن تهويماته وخيالاته السابحة في الفضاء والتي صورت له تأكيد نجاح مشروع القرائية لعلاج ضعف القراءة والكتابة الذي بدأ منذ بضعة أشهر لعلاج مشكلة القراءة والكتابة لدى نصف مليون طالب، مع أن المشروع ما زال في بداياته ولم يحقق أي نجاح كا يدعي الوزير.
ويبدو مما سبق أن الوزير ما زال يعيش مرحلة أحلام اليقظة فيتصور أن ما فشل في إنجازه أثناء قيادته لمنظومة محو الأمية وتعليم الكبار قد تحقق بوصوله إلى مقعد الوزارة -في غفلة من الزمن- أثناء غفوته على المقعد الوثير، والوزير أول من يعلم أن هذه المواعيد لتأجيل المسئولية ودفنها في الزمن الطويل الكفيل اعتمادًا على عامل النسيان وعدم المحاسبة، وربما يكون السيد الوزير واثق من بقائه مع وزارته -التي أقيلت منذ أيام- لمدة 15 عامًا قادمة وطول العمر لمن يتذكر ماذا قال الوزير ومتى وعد ؟
إن السيد الوزير لم يراجع وعود الوزراء السابقين وتصريحاتهم الوردية عن محو الأمية منذ عدة عقود، ذلك المشروع الذي استمر بالخداع أكثر من مائة عام وما زال حيًا يقتات عليه وزراء التعليم وهيئة تعليم الكبار، وقد أنفقت فيه الدولة المصرية عشرات المليارات بلا طائل، يا سيادة الوزير نحن نعلم أن إدارة ملف محو الأمية يراد له البقاء لعشرات الأعوام وربما لمئات السنين.
فالقضية تحولت إلى سبوبة وأرزاق وخطط خمسية وعشرية ومهلبية، واستمرار الأمية يفيد في شيوع الجهل والخرافة من خلال معلمين غير مؤهلين أو وهميين لا وجود لهم إلا في مخيلة السيد الوزير ومساعديه، ومن خلال دارسين لا وجود لهم في الواقع وبأسماء وتوقيعات وهمية، لأن الجدية غير موجودة في علاج أهم مشكلة مزمنة تؤرق الضمائر الحية في المجتمع المصري، وهل يمكن حل مشكلة الأمية بامتحانات يؤديها بالنيابة عن الدارسين طلابا ودارسين أنهوا مراحل التعليم من قبل ؟ أم بصكوك الشهادات المزورة للالتحاق بالوظائف العامة والحصول على رخص القيادة ؟
السيد وزير التعليم الذي يحمل الفشل في حقيبته ذهابًا وعودة يتحدث في مؤتمر دولي عن النجاح في علاج عدم قدرة طلاب المدارس على القراءة والكتابة وهم بالملايين، وهو يعلم أنه لا يستطيع ترديد هذه العبارات المكذوبة عن التعليم والأمية في ميدان عام بالقاهرة، وهل يظن السيد الوزير أنه يخلي مسئوليته السياسية عن فشله بتكرار توريط رئيس الجمهورية باعتماد خطته الفاشلة في محو الأمية، فالسيد وزير التعليم الذي فشل في إدارة توزيع الـ 30 ألف معلم على المحافظات المختلفة فشتتهم وشرد أسرهم في بقاع المحروسة من الإسكندرية إلى أسوان، يتحدث اليوم عن استراتيجية هو أبعد ما يكون عن استيعاب مكوناتها.
الوزير الذي كابر وداور في الاعتراف بتزوير نتائج بعض الطلاب ومنهم الطالبة المتفوقة صاحبة صفر الثانوية العامة مريم ميلاد هو من يحدثنا عن تطوير منظومة التعليم ويعالج قضية انتشار الدروس الخصوصية ومراكزها بإنتاج منظومة دروس خصوصية جديدة وصناعة أباطرة ومحتكرين حصريين للدروس الخصوصية في المراكز الجديدة، فاللهم ارحم أولادنا وأسرنا ومعلمينا من الأحلام البائسة لوزير التعليم.
darrag11@yahoo.com
ولم يتوقف الوزير عن تهويماته وخيالاته السابحة في الفضاء والتي صورت له تأكيد نجاح مشروع القرائية لعلاج ضعف القراءة والكتابة الذي بدأ منذ بضعة أشهر لعلاج مشكلة القراءة والكتابة لدى نصف مليون طالب، مع أن المشروع ما زال في بداياته ولم يحقق أي نجاح كا يدعي الوزير.
ويبدو مما سبق أن الوزير ما زال يعيش مرحلة أحلام اليقظة فيتصور أن ما فشل في إنجازه أثناء قيادته لمنظومة محو الأمية وتعليم الكبار قد تحقق بوصوله إلى مقعد الوزارة -في غفلة من الزمن- أثناء غفوته على المقعد الوثير، والوزير أول من يعلم أن هذه المواعيد لتأجيل المسئولية ودفنها في الزمن الطويل الكفيل اعتمادًا على عامل النسيان وعدم المحاسبة، وربما يكون السيد الوزير واثق من بقائه مع وزارته -التي أقيلت منذ أيام- لمدة 15 عامًا قادمة وطول العمر لمن يتذكر ماذا قال الوزير ومتى وعد ؟
إن السيد الوزير لم يراجع وعود الوزراء السابقين وتصريحاتهم الوردية عن محو الأمية منذ عدة عقود، ذلك المشروع الذي استمر بالخداع أكثر من مائة عام وما زال حيًا يقتات عليه وزراء التعليم وهيئة تعليم الكبار، وقد أنفقت فيه الدولة المصرية عشرات المليارات بلا طائل، يا سيادة الوزير نحن نعلم أن إدارة ملف محو الأمية يراد له البقاء لعشرات الأعوام وربما لمئات السنين.
فالقضية تحولت إلى سبوبة وأرزاق وخطط خمسية وعشرية ومهلبية، واستمرار الأمية يفيد في شيوع الجهل والخرافة من خلال معلمين غير مؤهلين أو وهميين لا وجود لهم إلا في مخيلة السيد الوزير ومساعديه، ومن خلال دارسين لا وجود لهم في الواقع وبأسماء وتوقيعات وهمية، لأن الجدية غير موجودة في علاج أهم مشكلة مزمنة تؤرق الضمائر الحية في المجتمع المصري، وهل يمكن حل مشكلة الأمية بامتحانات يؤديها بالنيابة عن الدارسين طلابا ودارسين أنهوا مراحل التعليم من قبل ؟ أم بصكوك الشهادات المزورة للالتحاق بالوظائف العامة والحصول على رخص القيادة ؟
السيد وزير التعليم الذي يحمل الفشل في حقيبته ذهابًا وعودة يتحدث في مؤتمر دولي عن النجاح في علاج عدم قدرة طلاب المدارس على القراءة والكتابة وهم بالملايين، وهو يعلم أنه لا يستطيع ترديد هذه العبارات المكذوبة عن التعليم والأمية في ميدان عام بالقاهرة، وهل يظن السيد الوزير أنه يخلي مسئوليته السياسية عن فشله بتكرار توريط رئيس الجمهورية باعتماد خطته الفاشلة في محو الأمية، فالسيد وزير التعليم الذي فشل في إدارة توزيع الـ 30 ألف معلم على المحافظات المختلفة فشتتهم وشرد أسرهم في بقاع المحروسة من الإسكندرية إلى أسوان، يتحدث اليوم عن استراتيجية هو أبعد ما يكون عن استيعاب مكوناتها.
الوزير الذي كابر وداور في الاعتراف بتزوير نتائج بعض الطلاب ومنهم الطالبة المتفوقة صاحبة صفر الثانوية العامة مريم ميلاد هو من يحدثنا عن تطوير منظومة التعليم ويعالج قضية انتشار الدروس الخصوصية ومراكزها بإنتاج منظومة دروس خصوصية جديدة وصناعة أباطرة ومحتكرين حصريين للدروس الخصوصية في المراكز الجديدة، فاللهم ارحم أولادنا وأسرنا ومعلمينا من الأحلام البائسة لوزير التعليم.
darrag11@yahoo.com