رئيس التحرير
عصام كامل

أنطوان لحد.. جثمان خائن يبحث عن قبر «بروفايل»

فيتو

نالت الدولة اللبنانية نصيبها من العملاء والخونة الذين باعوا وطنهم، وكان أنطوان لحد، أبرز من خان بلاد الأرز لصالح العدو الصهيونى، حتى أن اللبنانيين رفضوا أن يدفن في مسقط رأسه.


وتوفى «لحد» يوم الخميس الماضى عن عمر يناهز 88 عاما في باريس، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنازته سيتم تشييعها في العاصمة الفرنسية، ثم ينقل الجثمان ليدفن بمسقط رأسه في كفر قطرة في الشوف جنوب لبنان.

جنرال إسرائيلي

عقب وفاة «لحد» نقل موقع «نيوز1» العبرى أن الجنرال الإسرائيلى، إيلات أشكلون، رثاه قائلًا «إن لحد قدم جميلا كبيرا جدًا لإسرائيل»، مضيفًا: «من المهم أن نتذكر جهود جيراننا الذين حافظوا على استقرار إسرائيل، وضمان الأمن وتحديد المصالح المشتركة».

حملة على تويتر وفيس بوك

ودعا نشطاء على فيس بوك إلى اعتصام شعبي، اليوم الإثنين، تحت عنوان: «لمنع إدخال جثة العميل أنطوان لحد إلى لبنان»، كما برز على تويتر هاشتاج «أنقبر_برا_لبنان» عبر فيه المغردون عن رفضهم لدفن لحد في لبنان.

وكتبت الصفحة الرافضة لدفن لحد بلبنان «لأن لبنان أرض المقاومة والشهداء، ولأن العميل أنطوان لحد وأمثاله كانوا الجرح النازف لعائلاتنا على تراب الوطن، لن ننسى عشرات المجازر والجرائم والحواجز التي كانت لحماية كيان الاحتلال لن نسمح بعودة من اندحر جيشه مع أسياده من جنوب لبنان حتى ولو جثة هامدة، الجنسية ساقطة عن الذي خان الوطن وارتكب المجازر بحق شعبه. أنطوان لحد إلى مزبلة التاريخ».

وقال أحد النشطاء «إذا سمحوا بدفن أنطوان لحد في لبنان فقد قطعوا آخر خرقة في برقع الحياء. عميل واختار البقاء لدى أسياده فليبق هناك. لا للإفلات من العقاب».

وكتبت إحدى الناشطات: «الرعب الذي سببه لي العميل أنطوان لحد في طفولتي كما العديد من الأطفال الجنوبيين محفور في ذاكرتي ووجداني إلى آخر العمر لن نسامح».

الجيش الجنوبي

يذكر أن أنطوان لحد من مواليد عام 1927 هو ضابط لبناني تخرج من الكلية الحربية اللبنانية عام 1952 وكان من أقرب المقربين للرئيس اللبناني في تلك الفترة كميل شمعون، غير أنه انشق عنه وانضم لمليشيا "سعد حداد" ليتولى قيادة جيش لبنان الجنوبي الموالي للاحتلال الإسرائيلي عام 1984 بعد وفاة حداد. 

وتعرض لحد في الثمانينيات من القرن الماضي لمحاولة اغتيال على يد سهى بشارة التي حاولت تصفيته، فأصابته بطلقين ناريين في صدره وذراعه وأدت إلى إدخاله العناية المركزة مدة طويلة عام 1989 غير أنه نجا منها.


عمالته لإسرائيل

وعرف لحد أيضا بعمالته لإسرائيل في صراعها مع لبنان، ودخل إسرائيل هو ومجموعة كبيرة من اللبنانيين في عام 2001 هربا من الملاحقة القانونية له، فأقام في تل أبيب وفتح فيها مطعما، وكرر عدة مرات أن إسرائيل تخلت عنه، وعبّر في إحدى المقابلات معه عما أسماه بـ "قلة الوفاء" حياله.

في عام 2003 أصدرت محكمة جنايات لبنان حكما بالسجن المؤبد والأعمال الشاقة ضد لحد بسبب عمالته للسلطات الإسرائيلية، كما تم منعه من دخول فرنسا عام 2000 باعتباره مجرم حرب، إلا أنه سافر إلى باريس للعلاج مؤخرا نتيجة أزمته الصحية لكنه توفي هناك.

موالون لـ«لحد»

وأصدرت عناصر موالية لـ«لحد» بيانا نعوا فيه قائدهم، وقال البيان الذي نشر على موقع «لبنانيون في إسرائيل»: «بمزيد من الحزن والأسى، غيب الموت قائد جيش لبنان الجنوبي اللواء الركن أنطوان لحد».

وأضاف البيان: «رحل أنطوان لحد وفي قلبه غصة نحرت قلبه المملوء بالحرية والوطنية وهو الذي قضى أكثر من خمسين عامًا في خدمة القضية، فكان المحارب الشرس من أجل سيادة لبنان، رحل اللواء الركن عميلًا في عيون العملاء وأقزام التبعية الإقليمية، وبطلًا وطنيًا في عيون الأبطال وأصحاب الدفاع عن الهوية اللبنانية».

وتابع «مات لحد وقد لفت جسده وروحه لوعة المنفى وغبار كلمات ونعوت حاولت هز تاريخه الوطني الشريف الذي حاول وحوش لبنان، اولئك الذين يعتبرون أنفسهم زعماء، من تمزيق شرفه وتضحيته ووفائه للبنان».

وأكمل البيان: «لن نبكيك يا كبيًرا، ولن نغمر ذكراك بالعويل والبكاء بل ستبقى رمزًا لنا، نذكر مناقبك ومآتيك، ولن نهدأ أو نستكين حتى اعادة اعتبارك امام الشعب اللبناني العظيم، فيوم الأبطال والشرفاء لا ينتهي باحتضارهم ولا يموت بموتهم وسيأتي يوم تظهر فيه حقيقتك، وسيبقى اسمك أكثر شرفًا من أسيري الأحزاب والزعامات».

وأضاف «ارقد بسلام يا عظيًمًا، فموتك أكثر حرية من أولئك الأحياء الذين يتنفسون اوكسيجين الفساد والجريمة مقيدين شعبهم بسلاسل الإقطاعية وبيع الذات، لن نرثيك، فالرثاء للأموات، أما أنت فبرحيلك دخلت الحياة الأبدية، وسنبقى نعيد ونكرر كلمتك قائلين: "لسنا بني آدمين"».
الجريدة الرسمية