رئيس التحرير
عصام كامل

حسن فايق.. ذكرى رحيل أبو ضحكة جنان «بروفايل»

فيتو

في مثل هذا اليوم من العام 1980، غابت شمس عملاق الكوميديا الكبير حسن فايق أبو ضحكة جنان، الذي رسم البسمة على شفاة الملايين، وحفر اسمه في تاريخ السينما المصرية كأحد عمالقة الكوميديا على مدى تاريخها.



مولده ونشأته

ولد حسن فايق في يناير 1891 بمحافظة الإسكندرية، وانتقلت أسرته إلى القاهرة وأقامت بشبرا، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية، قرر والده أن يكتفي بهذا القدر من التعليم، فعمل بائعًا في محل ملابس سيدات، وذات ليلة قادته قدماه إلى فرقة الشيخ سلامة حجازي، فبهره العرض غناء وتمثيلًا، وقرر حينها أن يصبح مشروعه الأكبر هو الفن، ولكن كانت العقبة التي تواجهه رفض والده لعمله في هذا المجال.


بدايته الفنية

بعد وفاة والده قرر "حسن" اختراق هذا العالم السحري، وبدأ مسيرته الفنية في عمر 16 عاما مع فرقة الهواة، ثم عمل مع روزاليوسف في مسرحية "فران البندقية" في عام 1914، وانضم بعدها إلى فرقة عزيز عيد واستمر معها حتى عام 1917، حيث قرر أن يكون فرقة مسرحية خاصة به وقد اشترك للعمل فيها الفنان يوسف وهبي، وكان عرض افتتاح الفرقة بعنوان "ملكة الجمال"، من تأليف حسن فايق نفسه، وكان يغلب على العرض الطابع الاجتماعى.


حسن فايق الثائر

ربما يغيب عن أذهان الكثيرين أن حسن فايق لعب دورًا مؤثرًا في ثورة 1919، من خلال إلقاء المونولوجات الفكاهية التي كانت تسخر من الاستعمار الإنجليزى وقتها، فكان المتظاهرون يحملونه على الأعناق، ويسيرون به في الشوارع وهو يلقى المونولوجات الثورية التي يؤديها بخفة ظل فيبهج المتظاهرين، وفى نفس الوقت يلهب حماسهم، وحدث أثناء الثورة أن مرض حسن ولزم الفراش، فبعث إليه سعد زغلول يأمره بأن يعود إلى المتظاهرين ليلقي بينهم مونولوجاته الحماسية. 

تميز "فايق" بإلقاء وتأليف هذه المونولوجات، التي كان ينتقد فيها الظروف الاجتماعية لتلك الفترة، كما قام أيضا بتأليف وتلحين مونولوجات لغيره من الفنانين.


أبرز أعماله

برع فايق في أدوار الكوميديا، وخاصة الأدوار الثانية مع الفنان الكبير إسماعيل يس، ومن أعماله السينمائية "عريس الهنا"، و"لعبة الست"، و"العيش والملح"، و"قمر ١٤"، و"نشالة هانم"، و"حسن ومرقص وكوهين"، و"إسماعيل ياسين في جنينة الحيوان"، و"سكر هانم"، و"خطيب ماما"، و"الزوجة ١٣"، و"شارع الحب"، ومن مسرحياته "حكم قراقوش"، و"الدنيا لما تضحك"، و"الستات مابيعرفوش يكدبوا"، وغيرها من الأعمال التي لا تنسى في تاريخ السينما المصرية.





رحيل أبو ضحكة جنان

تدهورت الحالة الصحية لصاحب الضحكة الأشهر في تاريخ السينما المصرية، مع ازدياد آلام المرض وازدياد عزلته ووحدته في أيامه الأخيرة، إذ لم يخرج من منزله طوال سنوات عديدة، إلا مرة واحدة جاءه الحنين لمسرح الريحاني، فتحامل على نفسه وترك منزله في مصر الجديدة وذهب إلى المسرح، وجلس في شباك التذاكر يتأمل الجمهور الذين كثيرًا ما شاهدوه فوق خشبة المسرح أو على شاشات السينما، فانهمرت الدموع من عينيه، وسرعان ما عاد إلى منزله مكتئبًا حزينًا، لتزداد حالته الصحية ضعفًا، وتم نقله إلى مستشفى هليوبوليس، لكنه لم يمكث بها سوى أيام قليلة حتى فاضت روحه في 14 من سبتمبر سنة 1980.
الجريدة الرسمية