رئيس التحرير
عصام كامل

نصيحة لمقاطعي الانتخابات!


مثلما أن من حق أي مواطن الترشح في الانتخابات البرلمانية، في الإطار الذي ينظمه طبعا القانون، فإن من حق أي مواطن أيضا الامتناع عن الترشح في هذه الانتخابات، بل الانسحاب منها بعد الترشح.. هذا حق يكفله الدستور والقانون لكل من لهم حق الترشح بين المواطنين.


لكن نرجو فقط أن يراعي كل من يترشح وكل من يمتنع عن الترشح، وكل من ينسحب من الانتخابات، أن لدينا نحن الناخبين عقولا يتعين عليه أن يحترمها.. أنا أقصد هنا تحديدا هؤلاء الذين شرعوا بالفعل في الإعداد والتحضير لخوض الانتخابات، ابتداء بالإعلان عن نياتهم بخصوص ذلك، ومرورا بتجهيز الأوراق اللازمة لخوض الانتخابات واستيفاء الشروط، وانتهاء بإعادة الكشف الطبي مجددا.

بعض هؤلاء أعلن فجأة، وقبل غلق باب الترشح للانتخابات البرلمانية، عدم خوض هذه الانتخابات، وعلل ذلك ليس فقط بضعف القدرة المالية خاصة بعد تضاعف التكلفة المالية للكشف الطبي، أو بضعف فرص الفوز في الانتخابات، وإنما عللوا ذلك بأن المناخ السياسي غير ملائم لخوض الانتخابات البرلمانية، بل غير مناسب لإجراء انتخابات برلمانية محايدة وسليمة.. وبالطبع من حق كل مواطن أن يقول ما يشاء ما دام لا يمارس عنفا أو لا يخرج فيما يقوله عن القانون.

ولكن نحن نسأل هؤلاء فقط.. هل اكتشفوا هكذا فجأة بين ليلة وضحاها أن المناخ السياسي غير ملائم لإجراء انتخابات برلمانية محايدة وسليمة؟.. ماذا حدث لكي ينتهوا إلى هذه النتيجة؟.. إن كل ما ذكره هؤلاء من مظاهر تؤيد قولهم بأن المناخ غير ملائم لإجراء انتخابات سليمة ليست جديدة وكانت موجودة وهم يستعدون بهمة ونشاط لخوض هذه الانتخابات.

إذن.. كان الأحرى بهؤلاء أن يكونوا أكثر صدقا في تفسير انسحابهم من العملية الانتخابية أو التراجع عن الترشح في الانتخابات، خاصة أنهم رغم انسحابهم من الانتخابات لم ينسحبوا من ممارسة العمل السياسي؛ حتى يقدر الرأي العام على أن يفرق بينهم وبين من يستخدمون مقاطعة الانتخابات لتحقيق أهداف غير مصرية.
الجريدة الرسمية