رئيس التحرير
عصام كامل

اختيار إسماعيل.. السيسي يتحدى البرلمان القادم!


ما الذي يدفع الرئيس السيسي لأن يحدث هذا الزلزال الكبير في الشارع المصري بتغيير حكومة المهندس محلب وما تلاها من هزات عنيفه في رؤية المشهد المصري بعضه عاطفي حزين على محلب وما قدمه وهو حقه.. والآخر موضوعي وهو حق لكل المصريين ويتناول قدرات شريف إسماعيل رئيس الوزراء المكلف وحيثيات اختياره والأهم هو التساؤل: لماذا كل ما جرى من أجل حكومة عمرها ثمانية اسابيع فقط والي الانتهاء من انتخاب البرلمان الجديد وكان يمكن تحمل الأسابيع الثمانية ؟


التساؤل مشروع..فلو توقف الأمر عند تغيير وزراء الازعاج الذين تسببوا في إحراج الحكومة-والسيسي بالضرورة-طوال الأشهر الماضية لقلنا الأمر منطقيا..فكان يمكن استبعاد وزير النقل الذي لم يعد الانضباط إلى السكة الحديد ولا مرفق المترو ولا التزم بجدول الانتهاء من الطرق وتوقف دوره عند المطالبه برفع سعر تذكرة المترو..أو وزير التعليم الذي أحرج الحكومة في تعامله مع أوراق إجابة تلميذة صغيرة رغم أن حل المشكلة لا يحتاج إلا إلى قرار بسيط ينهي الأزمة..أو إلى وزراء آخرين يتابعون شائعات تطول وزاراتهم بمبالاة مدهشة..نقول إنه كان من الممكن استبعاد هؤلاء وغيرهم دون رئيس الحكومة المهندس محلب..وينجو السيسي بنفسه من أول قرار يضعه في مواجهة ومؤاخذة مع قطاع كبير من أنصاره ومحبيه وهم الأغلبية الكاسحة من المصريين..ولذا فلا بد أن أسبابا أخرى تقف خلف قرار السيسي نعتقد أنه يقول من خلالها الرسائل الآتية:

-السيسي يقول إنه واثق بنتائج البرلمان القادم وإنها ستكون داعمة لقرار عرض حكومة شريف إسماعيل عليها وسيحظى إسماعيل فيها بثقة البرلمان وسيكمل مسيرته ولن يتوقف الأمر عند الشهرين المطروحين فقط !

-يقول إن التوجه العام للدولة المصرية في الفترة المقبلة هو إدارة ملفات الطاقه في المنطقة..وهي لا تحتاج إلى وزير نابه بصلاحيات وزير فقط وإنما إلى رئيس حكومة قادر على التحدث باسم مصر!

-يقول في رسالة اختيار إسماعيل وفي منطقه تشهد مؤامرة دولية من أجل الطاقة.. إن حلفا للطاقة وتوجيهها تقوده مصر وروسيا سيتم الفترة المقبلة..(ويلفت نظرنا أن عقد مصر مع روسيا لاستيراد الغاز مدته خمس سنوات وهي المده نفسها تقريبا التي سيبدأ بعدها الاستغلال الامثل لحقل شروق المكتشف أخيرا)..وأي مراقب سيدرك أن حلفا آخر في المنطقة ربما يكون تشكل قبله وقد تكون فيه قطر مع إسرائيل مع تركيا في معسكر واحد !

-السيسي يقول إنه بغير طاقه فلا كهرباء ولا بنيه اساسيه للتنميه الحقيقيه في مصر..فمصر التي انتهت تقريبا من أزمة انقطاع الكهرباء لا تتعاقد على محطات نووية ومحطات كهرباء بتكنولوجيا ألمانية وصينية من أجل كهرباء المنازل..وإنما تؤسس لانطلاقه في التصنيع تحتاج فيه إلى طاقه هائلة !

-رسالة أخرى أساسية..فما جري مع حكومة محلب سيجعل أي حكومة قادمة تسير على الصراط المستقيم في انضباط نتوقع أن يكون مثاليا !

شخصية السيسي المغرمة بإرسال الرسائل المشفرة ذات الدلالات المهمة والتي تحدثنا عنها سابقا وقلنا إنه من المستحيل أن يتحدث السيسي صدفة عن التضامن العربي والجيش المشترك ويصرخ مطالبا بالدفاع عن "بلادنا" وليس "بلدنا" وأن يكون كل ذلك في ذكرى الوحدة المصرية مع سوريا في فبراير الماضي..ثم يستقبل بوتين في برج القاهره الذي بناه جمال عبد الناصر من أموال الرشوة التي حاولت أمريكا رشوته بها عام 55 فأصر أن يأخذها ويسلمها للدولة ثم يبني بها صرحا يظل شاهدا على نزاهته وعلى غباء الأمريكان..فيكون عشاء بوتين به صدفة ! وأن يختار السيسي شعار افتتاح قناة السويس هو "هدية مصر للعالم" ويكون اليوم نفسه ذكرى إلقاء أمريكا قنابلها النووية على اليابان كأسوأ عمل إجرامي في تاريخ العالم ولذا..لا يمكن أن يكون اختياره لشريف إسماعيل صدفة إلا إن كان لرسائل محددة منها وفق اجتهادنا - ويقبل الصواب والخطأ - الرسائل السابقة أو بعضها !!
الجريدة الرسمية