حكومة جديدة وحكومة قديمة! «١»
قبول استقالة المهندس محلب وتكليف المهندس إسماعيل شريف بتكليف الحكومة الجديدة فاجأ الجميع.. رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء المكلف والوزراء السابقين، حتى الإعلاميين الذين كانوا ينتظرون تعديلا وزاريا محدودا أو واسعا يبقي على المهندس محلب ويطال عددا من الوزراء الذين ثار حولهم لغط كبير في الأسابيع الأخيرة.. ولعل سبب المفاجأة أن تغيير الحكومة اتخذ قراره في ذات اليوم الذي أغلق فيه باب الترشح في الانتخابات البرلمانية، أي مع انتهاء أول خطوة إجرائية في العملية الانتخابية التي سوف نستغرق بضعة أسابيع قليلة، مما يعني أن عمر الوزارة الجديدة سيكون قصيرا جدا.
وهنا تحديدا يثار السؤال الضروري.. هل كنا نحتاج فعلا في ظل هذا الوضع الزمني حكومة جديدة سوف يحتاج أعضاؤها ومعه رئيسها لبعض الوقت الذي لا يقل عن أسابيع لاسيتعاب أحوال البلاد ومشاكلها ودولاب العمل، حتى ولو كان المهندس إسماعيل شريف وزيرًا سابقا في الحكومة السابقة ومطلعًا على كل الملفات إلا أنه لم يكن بحكم موقعه الوزاري السابق، وهو يتسم بالتخصص، لم يكن منخرطا في هذه الملفات؟
بهذا المنطق الذي يراعي فقط عامل الوقت أو الزمن ربما كان الأوفق الإبقاء على حكومة محلب حتى الانتهاء من الانتخابات وتشكيل البرلمان الجديد الذي سوف يعقبه بالضرورة تكوين برلمان جديد.. غير أن القرارات السياسية لا تحسب أو تصاغ عادة استنادا إلى عامل واحد.. هناك عوامل أخرى تتداخل وتؤثر في صياغة القرارات السياسية.. وهذا ما حدث في قرار الرئيس السيسي تغيير حكومة السيسي.. ونكمل غدًا.
