إنجازات محلب.. وإنجازات إسماعيل !
ما جرى قد جرى.. وكاتب هذه السطور هو من كتب في ظل وجود محلب رئيسًا للوزراء المقالات التالية: "محلب ضد السيسي" و"وزراء محلب" و"محلب في الشارع " و"أعلام الحكومة.. محلب بين الجنزوري ونظيف"، وغيرها من المقالات وبعضها نعترف بعنفه وحدته وخصوصًا عن تعديل المحافظين وغيرها وغيرها من المقالات..
كان الهدف هو لفت الأنظار إلى الأخطاء التي تجري سعيًا لإصلاحها والتخلص منها.. أما اليوم والرجل خارج سلطته وسلطانه نحاول أن نذكر الناس بما قدمه الرجل بعدما واجهناه بما أخر.. ولذلك لا يمكن في ظل حالة إنكار إنجازات الرجل أن نقول إن حكومة محلب هي من خلصت المصريين من أزمات الكهرباء وهي من خلصتهم من أزمات الغاز والخبز وهي من أعادت الاعتبار للمجمعات الاستهلاكية الحكومية التي تحولت إلى "خرابات" في عصر مبارك مثل الأهرام والنيل وغيرها وحكومته من أعادت منظومة التموين إلى الحياة وهي من أصلحت طرق مصر وضمن الملايين إلى الضمان الاجتماعي، ووفرت علاج فيروس سي إلى قطاعات كبيرة من المصريين وحكومته هي التي أعادت الأمل إلى مئات القرى وأعادت الحياة إلى بعض مصانع القطاع العام التي أغلقت في عهد مبارك وليس علينا الآن إلا أن نحييه ونشكره ونتمنى له التوفيق في الأيام القادمة ويكفي ما قدمه من مجهود جبار في ظروف عصيبة جدًا ويكفيه حب الناس وكونه أول رئيس وزراء يحزن المصريون على تركه منصبه وبحشد عاطفي كبير..
أما المهندس شريف إسماعيل فربما كان الوزير -من وجهة نظر السيسي والأجهزة المعاونة- الأكثر إنجازًا في وزارته طبقًا للتكليفات التي كلف بها ولا يمكن قياس ما قدمه على ما قام به غيره من وزراء، إذ أن العبرة بنسبة الإنجاز على كل تكليف لكل وزير.. وشريف إسماعيل هو مثل من هبط من مديونية وزارته إلى الثلث تقريبًا خلال فترة وجيزة وانخفطت من 6.5 مليارات دولار إلى 2.5 مليار ! وهو من أثبت حق مصر دوليًا في فسخ عقد الغاز عن إسرائيل وقطعه عنها وهو من وفر الطاقة التي أنهت أزمة الكهرباء وأنهت السوق السوداء للمواد البترولية وكذلك ظاهرة تهريبها !
يعيب على إسماعيل كونه غير سياسي تغيب عنه الرؤية السياسية والقدرة على التعامل مع الواقع السياسي المصري بأحزابه وتياراته وكذلك خبرات إدارة الحالة الاقتصادية بشكلها العام، وخصوصًا اعتقادنا أن اختياره لن يكون لشهري الانتخابات كما يعتقد البعض..
فلا يمكن أن يكون كل ما جرى وما به من حب لمحلب وغضب ضد إسماعيل من أجل أسابيع قليلة وإلا ما جرى من الأساس والسؤال: كيف ستكون المعادلة ؟ وهل ينجح إسماعيل ؟... لهذا حديث آخر !