رئيس التحرير
عصام كامل

أعاجيب المشروع النووي المصري (2)


هناك جدل قديم دائم ومستمر بين أنصار الطاقة الشمسية وأنصار الطاقة النووية.. وفي هذا الجدل يحاول كل منهم تأكيد أن ما يتحيز إليه من طاقة هو الأفضل، حتى لو كان بالتقليل من شأن الطاقة الأخرى.. وهذا ما يفعله الآن المتحمسون للطاقة الشمسية لتخفيض درجة الحماس للطاقة النووية.


فهم يركزون على المخاطر المرتبطة بالطاقة النووية، في ظل نقص المعرفة وإهمال وتسيب وعدم اكتراث في كثير من المرافق المصرية، يحذروننا من انتقاله إلى المحطة النووية التي سوف نقيمها.. بل إنهم يحذروننا أكثر من أن لجوءنا إلى الطاقة النووية سوف يترتب عليه تعرض استقلالنا للخطر؛ نظرا لأن الوقود النووي سوف نستورده من الخارج، والأهم نظرا لأن الدول الكبرى لا تروق لها أن تدخل مصر العصر النووي، وهنا يذكروننا بما حدث مع إيران من مقاطعة وحصار اقتصادي وعقوبات شتى.

وكل ذلك لدى أنصار الطاقة النووية، الرد عليه وأكثر في ظل التقدم الذي أحرز في مجال الطاقة النووية، فيما يتعلق بتأمين محطاتها، وفي ظل أيضًا التغيير الذي يصيب العالم الآن، الذي يحد من قدرات الولايات المتحدة مع إمكانيات ليست قليلة لاستخراج الوقود النووي في مصر، فضلا بالطبع عن انخفاض تكلفة الطاقة النووية عن الطاقة الشمسية.. إلا أن هذا الجدل عطل بالتأكيد مشروعنا النووي السلمي.. وثمة سؤال هنا يمكننا أن نحسم به هذا الجدل لمصلحة بلادنا، وهو لماذا لا نجمع في ذات الوقت بين الطاقة الشمسية والطاقة النووية؟!
الجريدة الرسمية