رئيس التحرير
عصام كامل

صدام دولي في سوريا.. الاحتمالات والعواقب!


يعاقب الغرب روسيا في أوكرانيا، وتعاقب روسيا الغرب في سوريا.
تشير اتجاهات الريح الدولية والإقليمية إلى أن القيادة الروسية مالت بقوة إلى التصعيد، لمؤازرة الرئيس السوري بشار الأسد، ليس فقط سياسيا، بل بجسر جوي متصل، يحمل العتاد الثقيل، فضلا عن قوات روسية، يتردد في التقارير الغربية أنها تشارك قوات الجيش العربي السوري القتال، لمواجهة جيش العملاء الحر الممول والمدرب من أمريكا وقطر!


لا يخفي على مراقب أن الجيش الوطني السوري خسر في إدلب قاعدة جوية.

وليس من المفارقات على الإطلاق، أن روسيا عززت تواجدها بالطائرات والقوات، والأطقم الفنية،في توقيت سابق ولاحق معا، على قرار فرنسا بشن ضربات جوية في سوريا ضد قوات داعش التي تحرز تقدما يوما بعد الآخر، وتثبت أركانها، في الرقة وفي غيرها، ثم هناك أيضا انتصارات لجبهة النصرة المعادية لها والمنتمية لتنظيم القاعدة. بدورها قررت بريطانيا خوض الحرب جويا في سوريا ضد داعش، وبالفعل، سيتقدم دافيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني بمبادرة إلى مجلس العموم، للحصول على موافقة برلمانية بدخول ملموس في العمليات الجوية صمن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الأم الطبيعية لداعش !!

تتناول مبادرة كاميرون، إلى جانب العمليات الجوية داخل الأراضي السورية، الموافقة الغربية على استمرار الرئيس السوري بشار الأسد لفترة لا تزيد على ستة أشهر في حكومة انتقالية، تشترك فيها المعارضة، وفق تقرير للجارديان البريطانية. الموافقة على بقاء الأسد لمدة نصف العام، تعد محاولة لإحتواء الإنزلاق الروسي السريع في تعقيدات المشهد السوري، كما يتفق والتوجه البريطاني لمغازلة الأموال الإيرانية، المرتقبة، إثر التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران والخمسة الكبار.

قد يبدو أن المشهد يبشر بانفراجة، وهو ما كان مأمولا حتى قبل أسبوعين، مع زيارات مسئولين سعوديين كبار إلى موسكو، لكن التداعيات العسكرية على الأراضي، ووقوع خسائر إستراتيجية في صفوف الجيش الوطني العربي السوري، وفقدان مناطق ومحافظات، تعتبره روسيا، ومن أولى الغرب، خسائر مهينة ومذلة للدور الروسي، في سوريا، وهو أمر غير مقبول.

لعل هذا وحده يفسر بسهولة التصريحات الروسية، على لسان لافروف وزير الخارجية، الذي أكد أن روسيا مستعدة للمزيد في الأزمة وخطوات أخرى إذا تطلب الأمر بالتنسيق مع سوريا والمجتمع الدولي ووفق القوانين الروسية، وهو ما ردت عليه الخارجية الفرنسية بأن الحشد الروسي بالقوات والطائرات يعقد الأزمة السورية. بطبيعة الحال يواجه الغرب فيضان المهاجرين السوريين إلى بلاد الاتحاد الأوربي، في عملية دعائية سوداء، هدفها إظهار الحنان الغربي، والتعتيم على جريمة التحريض على الدولة السورية وهدمها!

حذر البيت الأبيض موسكو، وقال إن يشعر بالقلق، لكن واقع الحال، أن هذا هو المطلوب.

ببساطة، لقد دخلت روسيا الحرب في سوريا دعما للدولة السورية وللجيش السوري، فهل يقع الصدام المجنون بين العمالقة، داخل دمشق وحولها ؟!

الكوارث أسرع خطي من البشائر.

تلك دروس التاريخ القاسية، مسطرة بالدم والعناد والطمع والغباء، سوف تدفع دول عربية تدمر سوريا ثمن الغفلة أو التواطؤ أو الفهم الغبي.

الجريدة الرسمية