رئيس التحرير
عصام كامل

مظاهرات باريس لحقوق اللاجئين ما بين مؤيد ومعارض


كان لصورة إيلان الطفل الكردى الذي لقي حتفه غرقا وألقت به الأمواج على شاطئ مدينة بدروم التركية أثرا جاب صفحات التواصل الاجتماعى وحركت أحاسيس التعاطف في العالم كله، وكان نداء على فيس بوك يطالب بعمل مظاهرات تضامنا مع حقوق اللاجئين بين أشخاص لا يعرفون بعضهم لكنهم يرغبون في التعبير عن مشاعرهم فنظمت منظمة "ليس بإسمنا" مسيرة كبيرة في باريس شارك فيها قرابة العشرة الآلاف شخص يوم السبت الماضى الموافق الخامس من سبتمبر.


شارك في المظاهرات فرنسيون من كل الأعمار بلافتات مكتوب عليها، افتحوا الحدود، حق اللجوء لأى شخص يتعرض للاضطهاد، تعبنا من خوف الناس، حق اللجوء حق تكفله الإنسانية، وتواجدت بعض الأعلام السورية وصور للطفل إيلان، تواجد بالتظاهرة اتحاد الطلاب والحزب الجديد المناهض للرأسمالية وعدد من كبار السياسيين التابعين لحزب اليسار الحاكم بفرنسا حاليا والسكرتير الدولى للبيئة بأوربا والنائب الاشتراكى جان مارك جيرمان ولكنهم تواروا عن الأنظار حتى لا يستغل ظهورهم إعلاميا حسب توجيهات المنظين للمظاهرات.

في كل من مدينة تولورز وبوردو وستاسبورج أيضا كانت هناك استجابة معقولة للتظاهر شارك فيها قرابة الألفى شخص رافعين لافتات كتب عليها مرحبا باللاجئين.

ولكن يبقى السؤال ما هي مدى استجابة فرنسا فعليا لاستقبال اللاجئين والأهم ما هو مدى استعدادها لحل المشكلة الرئيسية في سوريا، حيث أعلن بعض المحللين السياسيين أن الوضع خطير معلقين على المظاهرات بباريس وإن استقبالنهم أين نسكنهم ومن أين ننفق عليهم وكيف سنطعم أطفالهم، إن الحل هناك على الطرف الآخر من البحر المتوسط لابد من إيقاف ما يحدث في الشرق الأوسط.

مرت سنوات وسوريا تعانى تلك الحرب التي حولت قوى ومدن إلى خراب لكن التحرك الغربى بدا واردا حين بدأت المشكلة تقترب منهم، تبدو فرنسا بالذات في مأزق بين واجبها الإنسانى وجلد منظمات حقوق الإنسان لها وبين ظروف أزمتها الاقتصادية وتفاقهم أزمة المهاجرين داخلها إلى جانب ملحوظة صغيرة لم يتطرق لها الكثيرون وهى أعداد المهاجرين من أفريقيا القادمين بالبحر وطالبين حق اللجوء وهم ليسوا من سوريا مما يضع فرنسا في مواجهة مع أعداد هائلة قادمة من بلاد كثيرة وسط ضغوط شديدة من الداخل للرفض وغضب مكتوم من عدد لا بأس به من الفرنسيين من ازدياد البطالة وغلاء الأسعار وارتفاع الضرائب وهى المشاكل الرئيسية التي يواجهها المواطن الفرنسى العادى الذي انتخب اليمين فلم يحقق أماله فانتخب اليسار فلم يغير حاله فلا عجب أن أسمع من بعضهم سؤالا "لماذا يخاطرون بحياتهم ويأتون إلى قارة أخرى بلغة أخرى ودين آخر فليذهبوا إلى دول عربية غنية أقرب إليهم منا؟!.
الجريدة الرسمية