آثار كفر الشيخ تحت حصار القمامة والمستنقعات.. الوزارة عجزت عن استكمال المتحف بعد إهدار 50 مليون جنيه.. الأهالي يطالبون بتحويله إلى فندق لخدمة المحافظة وتخصيص مكان لائق لإقامة المتحف
يتواصل مسلسل إهمال الآثار في كفر الشيخ، وتقبع القطع الأثرية في مخازن مغلقة ليست آمنة ولا يتمتع برؤيتها أبناء المحافظة.
تم إنشاء متحف كفر الشيخ منذ أكثر من 20 عامًا، في عهد اللواء صبري القاضي، محافظ كفر الشيخ الأسبق، على مساحة 2000 متر؛ لتجميع آثار المحافظة المبعثرة، بالإضافة إلى وجود الآثار في العراء، ولا يوجد لها متحف أثري حتى الآن.
50 مليون جنيه
كان الهدف من إنشاء المتحف ضم القطع الأثرية داخل حديقة صنعاء بتكلفة بلغت 50 مليون جنيه، وتم إنشاء الهيكل الخرساني، قبل أن يتوقف المشروع لعدم توافر الميزانية.
ومنذ أن بدأ إنشاء المتحف منذ أكثر من 20 عامًا، وتوقف العمل به عندما تم نقل اللواء صبري القاضي كمحافظ لبني سويف، وجاء اللواء صلاح سلامة محافظًا لكفر الشيخ ليكمل البناء، ولكن في عهده تحول المبنى الذي لم يتم استكماله، إلى صالة أفراح بعدما عجزت وزارة الآثار عن استكمال بنائه والاستفادة منه؛ ليدر دخلًا لصندوق المحافظة.
صالة أفراح
قوبل قرار «سلامة» بهجوم شديد من جانب وسائل الإعلام، ولكنه أصر على قراره ثم تولى اللواء أحمد زكي عابدين منصب محافظ كفر الشيخ، واستمر مبنى المتحف عدة أشهر كصالة أفراح، ولكنه بعد ذلك أصدر قرارًا بوقف إقامة تلك الحفلات، واستكمال المتحف الذي سيحمي آثار كفر الشيخ من التدمير.
ويحتاج المتحف إلى 8 ملايين جنيه لاستكماله، ورغم ذلك لم تعر وزارة الآثار أي اهتمام به، وتحول المتحف خلال ما يقرب من 9 سنوات كاملة، إلى مكان مهجور ومأوى للحشرات، وتحاصره تلال القمامة ومستنقعات المياه.
يحتاج لـ8 ملايين جنيه
وكان من المقرر أن يتم نقل آثار مدينتي «بوتو» أو «إبطو» وتل الفراعين بكفر الشيخ إلى المتحف لكن عجزت وزارة الآثار أيضًا عن توفير الـ8ملايين جنيه بعدما طلب الدكتور أسامة حمدى عبدالواحد، محافظ كفر الشيخ، المبلغ لاستكمال الفندق لكن نظرًا لعدم توفر المبلغ لأن وزارة الآثار هى الوحيدة التى ليست لها ميزانية من الدولة فلم يتم استكمال المتحف، مما دعا أبناء محافظة كفرالشيخ المحافظ للاستفادة من المتحف بعد إهدار 50 مليون جنيه فى شيء آخر كإقامة فندق يخدم أبناء المحافظة.
تحويله لفندق
وطالب أبناء كفر الشخ بتحويل المبنى لفندق يخدم شباب المحافظة، على أن يتم هدم صالة الأفراح الموجودة أمام المتحف وعملها مساحات خضراء وحمام سباحة، على أن يتم إنشاء عدد من المحال فى المكان المقابل لخدمة المنطقة.
أكد عدد من أبناء المحافظة أنه يجب أن يتم تخصيص أرض أخرى للمتحف فى مكان يكون لائقًا بالقرب من آثارنا المدفونة، وأن يتم تخصيص جزء من إيراد الفندق والمحال دعمًا لإنشاء المتحف، على أن يتم وضعه فى حساب خاص بالمتحف.
عدم جدوى استثمار
وأشار عدد من أبناء كفرالشيخ إلى أنه تم إهدار 50 مليون جنيه، موضحين أن استكماله مرهون بتوفر اعتمادات مالية فى وزارة الآثار، لكن أصبح لديها عجز فى الميزانية، نظرًا لأنها الوزارة الوحيدة التى لا تأخذ اعتمادات من الدولة.
وأوضح أبناء المحافظة أن وزارة الآثار ليس لديها اعتمادات مالية لاستكمال أكثر من 100 متحف على مستوى محافظات مصر، فمن الأولى أن تستفيد كفرالشيخ بالمتحف الحالى فى شيء يخدم المحافظة.
زيارة وزير الآثار
وطالبوا الدكتور أسامة حمدى عبدالواحد، محافظ كفرالشيخ، بدعوة وزير الآثار لزيارة المحافظة وطرح هذا الأمر عليه رغبة منهم فى عدم إهدار المال العام.
من جانبه قال محافظ كفر الشيخ إنه طلب من وزير الآثار توفير الاعتمادات المالية التى تُقدر بـ8 ملايين جنيه واستكمال المتحف، فيما أكد الوزير أنه سيتم بحث الأمر وتوفير المبلغ فى الخطة القادمة.
