إسرائيل تحارب الفساد لتحسين صورتها أمام العالم.. حبس أولمرت في قضية «رشوة».. الرئيس الإسرائيلى الأسبق يقضى عقوبة السجن بتهمة التحرش الجنسى.. وتحقيقات موسعة في فساد الشرطة والحاخامات
تحاول دولة الاحتلال تحسين صورتها أمام العالم، من خلال محاولات محاربة الفساد داخل المجتمع الإسرائيلى الذي يزخر بالعديد من الجرائم المالية والجنسية المتورط فيها مسئولون كبار من بينهم وزراء ورؤساء دولة.
وطرح حزب "يش عتيد" الإسرائيلي مؤخرًا عدة مشاريع قوانين على مائدة الكنيست تتعلق بمكافحة الفساد، ومن بينها مشروع قانون يحظر بموجبه على أي شخص كان قد أدين بارتكاب جريمة مشينة وحكم عليه بالسجن الترشح في الانتخابت للكنيست أو تولي أي منصب رفيع.
حبس رئيس متحرش
وتتعلق أبرز قضايا الفساد في إسرائيل بشخصيات مرموقة، وأشهر من صدرت أحكام قضائية في حقهم هو الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كتساف، الذي تسلم منصب رئيس إسرائيل في 1 أغسطس 2000م، بعد انتخابه من قبل الكنيست الإسرائيلي، خلفا لعيزر فايتسمان الذي قرر الاستقالة من منصب الرئيس.
وتغلب كتساف بشكل مفاجئ على منافسه شيمون بيريز، الذي رشح نفسه من جديد عند نهاية فترة رئاسة كتساف، غير أنه استقال من منصبه إثر اعترافه بأداء تحرش جنسي وأعمال مشينة، ويقضي الآن عقوبة السجن.
وتمكن رئيس دولة الاحتلال الأسبق في أبريل الماضي، بعد مرور ثلاث سنوات ونصف من سجنه، على خلفية اتهامه في قضية اغتصاب، من الاحتفال لأول مرة بعيد الفصح الماضي مع أسرته.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت أن سلطات الاحتلال سمحت للرئيس الأسبق "كتساف"، بالاحتفال بعيد الفصح مع أفراد عائلته في منزله.
6 سنوات لـ"أولمرت"
إيهود أولمرت وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، خضع أيضًا إلى تحقيق جنائي في فضيحة غير أخلاقية ومالية بخصخصة بنك لئومي، ثاني أكبر المصارف الإسرائيلية، وكان أولمرت أدين من قبل بتلقي الأموال من رجل الأعمال "موشيه تلنسكي"، وإيداعها في صندوق سري دون الإبلاغ عنها لمراقب الدولة.
وقام أولمرت بإدلاء تصريحات كاذبة من أجل خداع مراقب الدولة، مستغلًا أموال الاحتلال لنفسه، وكانت المحكمة قد برأت أولمرت من القضية ذاتها في عام 2012؛ لعدم توافر الأدلة، إلا أن مساعدته في السابق، شولا زاكين، أفادت المحكمة بأدلة جديدة ما أدى في نهاية المطاف إلى حبسه لمدة ست سنوات في مايو الماضى.
ولم يكن أولمرت رئيس الوزراء الوحيد الذي تورط في قضايا فساد، إذ عرف تاريخ عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق "أريئيل شارون" بذروة الفساد.
غسيل الأموال
حتى رجال الدين طالتهم تهم الفساد والجرائم غير الأخلاقية، وفتحت الشرطة الإسرائيلية مؤخرًا تحقيقًا مع "يونا متسجار" حاخام الدولة الرئيسي للأشكيناز اليهود الغربيين، وهو من أكبر الحاخامات في إسرائيل، وذلك بتهمتي تلقى الرشوة وغسيل الأموال.
فساد الشرطة
شرطة الاحتلال أيضًا غارقة في الفساد، وكشف المفتش العام لشرطة الاحتلال السابق، يوحنان دانينو، مؤخرًا عن سلسلة من قضايا التحرش الجنسي التي تورط فيها كبار قادة الشرطة دون ذكر أسمائهم، وهزت تلك القضايا إسرائيل وأثارت جدلًا كبيرًا داخل دولة الاحتلال، ومتورط في تلك القضية سبعة رجال شرطة، بينهم ضابط برتبة نقيب.
ويعترف الكاتب الإسرائيلى "يوسى شاين" الذي صدر له كتاب بعنوان "لغة الفساد وثقافة الموساد الإسرائيلى" بالفساد المستشرى داخل المجتمع الإسرائيلى بكل أطيافه؛ ليتناول هذا الكتاب بصورة نقدية حادة حجم وطبيعة الفساد في إسرائيل، كما يضم قائمة مطولة بقضايا الفساد في الدولة.
ويلحق الجيش الإسرائيلى بركب قضايا الفساد والأخلاق، فكثير من الضباط داخل جيش الاحتلال متهمون بالتحرش بالمجندات، فضلًا عن إدانة البعض بتعاطي المخدرات أثناء وجودهم في معسكرات الجيش.
فضيحة نتنياهو
وكل ذلك لم يكن بمعزل عن رئيس وزراء إسرائيل الحالى "بنيامين نتنياهو" وفضيحته مع الأيس كريم في سابقة طريفة من نوعها، حيث أدان المجتمع الإسرائيلى مؤخرًا "نتنياهو"؛ لأنه يصرف أموالًا طائلة على عشقه للأيس كريم في ظل حالة التقشف والفقر التي يعيشها شعبه، فأشارت التقارير إلى أنه ينفق الآلاف الدولارات من ميزانية الدولة على هذا النوع من التسلية.
كما أن نتنياهو خضع سابقًا للتحقيق أمام مراقب الدولة الإسرائيلي على خلفية قضية رحلات سفره الخاصة على نفقة الدولة، هذا ولم ولن تنتهى قضايا الفساد الإسرائيلى في الدولة الزاعمة للأخلاق والمبادئ.