رئيس التحرير
عصام كامل

عودة المال السياسي الأجنبي!


ما حدث ويحدث للاجئين العرب، وخاصة السوريين، يدمي القلب ويطيح بالعقل ويثير الحزن، وإن كان يجعلنا نحن المصريين أن نحمد الله؛ لأنه وهبنا جيشا وطنيا حمى دولتنا وحمانا من أن نلقى ذات المصير البغيض لدول عربية شقيقة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا.. ولكن مأساة اللاجئين العرب والسوريين بصفة خاصة، سوف يستثمرها كثيرون، وفي مقدمتهم جماعات وتنظيمات «الإسلام السياسي»، خاصة تلك الجماعات التي سبق أن تمرست من قبل في استثمار مأساة الفلسطينيين الذين يعدون الشعب الوحيد في العالم الذي لم ينل ولم يحصل على حريته.


لقد قامت هذه الجماعات والتنظيمات ومازالت تقوم، بتنظيم حملات للتبرع من أجل الفلسطينيين، خاصة اللاجئين منهم، وجمعت في هذه الحملات الملايين بشتى عملات العالم.. غير أن هذه الأموال التي جمعتها لم تذهب لدعم ومساندة الفلسطينيين أو لإنقاذ اللاجئين منهم، وإنما ذهبت لتمويل هذه الجماعات والتنظيمات وتمويل عملياتها الإرهابية وخططها التي تستهدف زيادة قوتها ونفوذها؛ حتى تتمكن من الإمساك بالسلطة.. وهذا كشفت عنه العديد من الدراسات، وأيضا العديد من القضايا الخاصة بجماعات إرهابية مختلفة.

وذات الشيء سوف تكرره تلك التنظيمات والجماعات، وفي مقدمتها بالطبع جماعة الإخوان.. سوف تستثمر مأساة اللاجئين السوريين في تنظيم حملات تبرعات واسعة، تجمع من خلالها أموالا طائلة تعوض بها أموالها التي تم تجميدها سواء داخل مصر أو في دول عربية أخرى، اتخذت قرارا باعتبارها جماعية إرهابية.. وهذه الأموال سوف تستخدم في استعادة تلك الجماعة وتنظيمات إرهابية أخرى بعض قوتها التي تآكلت، وتمويل مزيد من أعمال العنف والإرهاب التي تقوم بها في بلادنا وأنحاء شتى من العالم، ولتنفيذ خططها الخاصة بالتمكين، أي السيطرة على بلادنا، مثل الاتفاق على من سوف تدفعهم للمشاركة في انتخاباتنا البرلمانية التي دارت عجلتها مؤخرا.

ولذا لزم التنبيه لكل من يعنيه الأمر.. المال السياسي الأجنبي يا سادة يا كرام ما زال يتدفق على بلادنا وبغزارة.. إنه لم ينقطع رغم انتفاضة الوزيرة الشجاعة فايزة أبو النجا؛ لتقاعس بعضنا عن مساعدتها.. وهذا المال السياسي الأجنبي يستخدم في تمويل خطط من يمارسون العنف والإرهاب في بلادنا ومن يحرضون.
الجريدة الرسمية