رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر على الطريق الصحيح».. وزير المالية: طرح حزمة من المشروعات الكبرى بـ«اليورومني».. «قدري»: تقلبات الاقتصاد العالمي فرصة جيدة لجذب الاستثمارات.. وبعثة لصندوق النقد الدول

الدكتور هاني قدري
الدكتور هاني قدري دميان وزير المالية


أكد هاني قدري دميان وزير المالية أن مؤتمر اليورومني الذي تبدأ أعماله غدا الإثنين بالقاهرة يعقد وسط اهتمام بالغ من الحكومة ومجتمع الأعمال الدولي والمحلي نظرا للتطورات التي شهدتها مصر على مدي الفترة الماضية وعلي رأسها إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة واكتشاف مصر لأكبر حقل للغاز بمنطقة البحر المتوسط والمؤشرات العديدة على تحسن أداء الاقتصاد المصري واستعادته لحيويته بجانب جهود الحكومة للسيطرة على عجز الموازنة العامة.


وأضاف وزير المالية أن هناك روحا جديدة تحيط بالمؤتمر ترجع أيضا إلى الرسالة التي ستؤكد عليها الحكومة خلال جلسات المؤتمر والتي تتمثل في أن الدولة المصرية لديها عزيمة قوية لاستكمال الإصلاحات التي يتطلبها انطلاق الاقتصاد المصري وتعظيم مظلة الحماية الاجتماعية لصالح المواطن المصري البسيط خاصة في مجال الصحة وكذلك في مجال التحويلات النقدية للمواطنين لرفع مستوي المعيشة للفئات الأولى بالرعاية.

جاء ذلك خلال تصريحات وزير المالية في إطار الترتيبات لعقد مؤتمر اليورومني بالقاهرة، وحضر الاجتماع السفير أيمن القفاص مساعد وزير المالية للعلاقات الخارجية والإعلام والتواصل المجتمعى وأمنية رمضان نائب رئيس وحدة السياسات المالية الكلية بوزارة المالية.

مشاريع الحكومة

وأشار قدري دميان إلى أن أهمية المؤتمر ترجع أيضا إلى حجم المشروعات التي تنوي الحكومة طرحها وتنوعها واشتمالها على عدة قطاعات بجانب آليات التمويل المختلفة التي سنعتمد عليها في إقامة تلك المشروعات سواء في صورة استثمار أجنبي مباشر أو الاعتماد على آليات تمويل متعددة مثل نظام المشاركة مع القطاع الخاصP.P.P أو نظام BOO أو نظامBOT أو نظام ABC Plus Finance مشيرا إلى أن هناك إطارا آخر لتمويل المشروعات يعتمد على مساعدات طويلة الأجل تقدمها بنوك التنمية الاقتصادية العالمية مثل البنك الدولي للإنشاء والتعمير، والبنك الأوربي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية وبنك التنمية الأفريقي.

نوبة صحيان

وقال وزير المالية إن آلية التمويل التي استخدمت في مشروع قناة السويس الجديدة لم تكن فقط مجرد تمويل لحفر القناة الجديدة وإنما أسهمت في إذكاء الشعور الوطني وهو ما نعتبره نوبة صحيان للمجتمع كي يشارك في بناء مستقبل أفضل لمصر، لافتا إلى أنه رغم أن التمويل كان تجاريا ومتوسط الأجل إلا أنه وجه لمشروع تنموي طويل الأجل وهذا الأمر كان له خصوصية مهمة تتعلق بالقناة كما أن المشهد الاقتصادي والاجتماعي كان يملي علينا أن نخرج عن الأعراف المالية التقليدية لندشن لنهضة حقيقية يمولها ويقوم بها أبناء هذا الوطن.

عائد القناة

وأضاف دميان أن العائد الاقتصادي للقناة الجديدة بدأنا نراه بالفعل رغم أننا لم نعلن عن تفاصيله حتى الآن لكن الأهم من هذا العائد من مرور السفن للقناة هو الخدمات التي ستؤدي للسفن العابرة وكذلك المشروعات التنموية والاقتصادية التي ستقام على ضفتي القناة.

الأثر الحقيقي

و حول مدي تأثير تقلبات الاقتصاد العالمي على الموازنة العامة للدولة أكد الوزير أنه من المبكر أن نحدد الأثر الحقيقي لهذه التقلبات على أداء الاقتصاد المصري وبالتالي على أداء الموازنة العامة إيرادا ومصروفا، موضحا أن التقلبات يمكن أن تكون في صالح مصر ولكن يجب التعامل معها بحظر شديد لأن المخاطر لازالت قائمة، لافتا إلى أن الأسعار العالمية على سبيل المثال بها قدر من التذبذب لكن في اتجاه نزولي وهو ما قد يخدم مصر لأنها مستوردا صافيا للمنتجات البترولية، ولكن هذه التقلبات قد تؤثر بالسلب للطلب العالمى على الصادرات المصرية.

فرصة جيدة

وقال وزير المالية إن هناك اهتماما حكوميا باقتناص هذه التقلبات واعتبارها فرصة جيدة لزيادة الثقة في أداء اقتصادنا القومي بحيث تكون مصر هي نقطة جذب بديلة للاستثمارات المالية العالمية والمشروعات التي تبحث عن أسواق بديلة مستقرة لنقل أعمالها بها وهذا ما حدث خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008 حيث كانت هناك ظاهرة لاقتناص رءوس الأموال المباشرة وغير المباشرة التي هربت من الدول الكبري بحثا عن ملاذ آمن.

تقييم أداء الاقتصاد

وكشف الوزير عن الترتيب لزيارة بعثة جديدة لصندوق النقد الدولي للقاهرة قبل عيد الأضحي المبارك لمراجعة مرحلية لتقييم أداء الاقتصاد المصري موضحا أن هذه الزيارة تأتى في إطار الزيارات الدورية المعتادة للصندوق للدول الأعضاء وذلك تمهيدا للزيارة السنوية التي يقوم بها الصندوق مع بداية العام المقبل في إطار مشاورات المادة الرابعة من ميثاق تأسيس الصندوق.

وحول أثر تراجع أسعار البترول على أداء الموازنة العامة للدولة قال الوزير إنه حدث بالفعل انخفاض في فاتورة الدعم في حدود 40 مليار جنيه ولكنها لم تنعكس على عجز الموازنة نظرا للظروف المالية لهيئة البترول بالإضافة إلى أن سعر البترول العالمي ليس العنصر الوحيد فهناك عناصر أخرى يجب أخذها في الاعتبار مثل تغير سعر صرف الدولار أمام الجنيه وزيادة الكميات المستهلكة من المواد البترولية المختلفة وكذلك السعر العالمي لهذه المشتقات البترولية وكلها تسير في اتجاهات مضادة لبعضها البعض.

عجز الموازنة

وحول التساؤل عن مؤشرات عجز الموازنة العامة للعام المالي الماضي أكد الوزير أن المؤشرات طيبة للغاية فيما يخص العجز حيث نلمس تراجعا في نسبة عجز الموازنة للناتج المحلي بنسبة 0.7% ليصل إلى 11.5% وإذا ما تم استبعاد حجم المنح التي حصلت عليها مصر في العام المالي 2013/2014 مقارنة بعام 2014/2015 نجد أن التحسن في العجز الكلي كنسبة للناتج المحلي تزيد على 4 نقاط مئوية وهذا نجاح غير مسبوق للسياسة المالية.

وحول اكتشاف حقل الغاز العملاق قال إن اكتشاف هذه الثروات سيخدم التنمية للأجيال القادمة، وهو أمر مهم ليس فقط في حجمه وتوقيت اكتشافه وإنما مهم أيضا في التركيب الجيولوجي في المنطقة التي تم بها الاكتشاف والتي تنبئ عن احتمال وجود مناطق أخرى بها اكتشافات بترولية كبيرة ومهمة سيكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري.
الجريدة الرسمية