«رشدى» ماسح الأحذية.. بترت ذراعه اليمنى منذ 15 عامًا.. عمل على سيارة تابعة لإحدى الجهات الحكومية.. لم يفكر في التسول بالمترو.. يحلم بالحصول على سكن مناسب
وسط صخب أصوات المتسولين والشحاذين داخل «مترو الأنفاق» وزحام عشرات الباعة الجائلين بجانب محطة «القبة»، يجلس محمد رشدى تحت الكوبرى ويؤدى عمله في هدوء ورضا.
الحادثة
يعمل «محمد رشدى» ماسحًا للأحذية بعد الحادثة المشئومة التي تسببت في بتر ذراعه اليمنى وشلل قدمه منذ خمسة عشر عاما، حيث كان يعمل على سيارة تابعة لإحدى الجهات الحكومية، ولكن بعد إصابته في الحادثة تم إيقافه عن العمل وأخذ تعويضا ماليا يُقدر بنحو 16 ألف جنيه، وتم إنفاق هذا المبلغ كاملا على عمليات جراحية أجريت له على حسب قوله.
مشكلة السكن
محمد من سكان محافظة المنيا مركز «سمالوط»، وانتقل إلى القاهرة بعد الحادثة بأربعة أعوام بعد أن تقدم بطلب لمحافظ المنيا آنذاك للحصول على «شقة» من مشروع إسكان الشباب وقدم جميع الأوراق اللازمة ولكن لسوء الحظ جاء خطاب حصوله على الشقة باسم «أحمد رشدى رشاد»، وبسبب الخطأ في حرف من اسمه لم يحصل على شقته وطلبوا منه إعادة تسليم الأوراق والالتماسات، وبعد أن استجاب لهم وقدم أوراقه مرة أخرى، أنكر نائب المحافظ أنه تسلم أي أوراق من محمد.
ويقول محمد رشدى: إن باقى ذوى الإعاقات الذين قدموا أوراقهم معه، حصلوا على سكن مناسب لهم وذلك بسبب الوساطة.
البحث عن لقمة العيش
لم تكن مهنة ماسح الأحذية هي أول مهنة يعمل بها «رشدى» بعد إصابته، حيث عمل بائعا للمناديل تحت الكوبرى وبائع «ليمون» ولكنه خسر فيهما، ورغم ذلك لم يفكر في أن يصعد المترو ليتسول أو يستعطف المارة فهو على حسب قوله «يفضل الموت على أن يقوم بذلك».
أشار عليه أحد أصدقائه أن يمتهن مهنة ماسح الأحذية التي يُرزق منها يوميًا بنحو ثلاثين جنيهًا أي بما يقدر بتسعمائة جنيه في الشهر، ويدفع منها 500 جنيه إيجار الحجرة التي يسكن بها، والمتبقى يصرفه على مأكله ومشربه ولبسه وعلاجه.
أحلامه
والغريب أن أقصى ما يتمناه محمد هو أن يحصل على سكن مناسب يعيش فيه، ووظيفة بعيدة عن الشارع الذي يتعرض فيه للبلطجية واللصوص.