«الفوضوى» عنوان الانتخابات التركية.. حزب الشعوب الديمقراطي يحذر من تزوير النتائج بسبب الحالة الأمنية.. استطلاعات الرأي العام متضاربة حول أصوات الأحزاب.. «داعش» يهدد الحكومة.. وحرية
ركز مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعه، الأسبوع الماضي، على الإجراءات الواجب اتخاذها بشأن الانتخابات المبكرة المقرر عقدها 1 نوفمبر المقبل.
وفي هذا السياق، لفت الكاتب التركي "سيركان دميرتاز" في مقاله بصحيفة "حرييت ديلي نيوز" التركية، إلى تحذر رئيس حزب الشعوب الديمقراطي " صلاح الدين دميرتاز" من الحالة الأمنية في بعد بعض المدن التركية مثل الأناضول التي لا تضمن إجراء أي انتخابات سليمة ونزيهة.
واستشهد "دميرتاز" بحوادث انتهاك حقوق الإنسان في المنطقة، مدعيًا أن الأتراك الذين يعيشون في الأجزاء الغربية من الدولة لا يعرفون سوى 10% فقط مما يحدث في الشرق.
وأوضح الكاتب، أن " دميرتاز" يقصد هنا الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات في مواجهة الأعمال الإرهابية التي ارتكبها حزب العمال الكردستاني المحظور، مشيرًا إلى مقتل عشرات من أفراد الأمن منذ منتصف يوليو حتى الآن وهو ما يبشر بحرب أهلية أكبر وأكثر تدميرًا.
ونوه الكاتب، بأن الحملة التي تقودها الحكومة ضد السلطات سيكون لها تداعيات على الانتخابات، ولكن من الصعب في الوقت الراهن تحديد الطرف الضحية، مشيرًا إلى نتائج استطلاع الرأي العام بزيادة أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم، منذ منتصف يوليو، وإعلان مسئولي الحزب زيادة أصواتهم إلى 45%.
ومع ذلك، تؤكد نتائج استطلاعات رأي أخرى عكس ذلك، فتقول بعضها إن حزب الشعوب الديمقراطي شهد ارتفاعًا طفيفًا في الأصوات، بينما شهد الحزب الحاكم تراجعًا بنحو 3 نقاط.
ولفت الكاتب إلى مواصلة تركيا قتالها ضد حزب العمال الكردستاني داخل البلاد، وانضمامها إلى حملة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، ما أسفر عن تهديد عن توجيه التنظيم تهديدات مباشرة لتركيا بارتكاب المزيد من أعمال العنف على أراضيها على غرار حادث "سروج"، يوليو الماضي.
وبحسب الكاتب، فإن الحكومة التركية تواجه مشكلة أخرى بسبب ضغطها المتزايد على وسائل الإعلام المستقلة، ومنذ انتخابات يونيو، اتبعت السلطات إستراتيجية متعددة الأوجه لتقييد حرية التعبير كان آخرها إغلاق شبكة "كوزا إيبيك" المعروفة بتغطيتها دعم الحكومة للتنظيمات الإرهابية التي تحارب نظام الرئيس السوري:"بشار الأسد".
وسلط الكاتب الضوء على تأثير الضغط على وسائل الإعلام على تطبيق معايير الديموقراطية الأساسية بحرمان المواطنين من الحصول على أخبار موضوعية سليمة، خاصةً مع اقتراب الانتخابات.
وفي النهاية، رأى الكاتب أنه وسط كل هذه المشاكل الأمنية، والغموض السياسي، وتقييد حرية التعبير عن الرأي، ستشهد تركيا انتخابات فوضوية لم يشهدها تاريخ أنقرة السياسي.