رئيس التحرير
عصام كامل

«الهاربون إلى الموت».. تصاعد أزمة المهاجرين إلى أوربا.. وفاة 1500 مهاجر في 2015.. القضية تكشف «إنسانية» ميركل.. المجر وبريطانيا تخلتا عن القيم الأوربية.. وجثة الطفل السوري تغير موق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بدأت أزمة المهاجرين إلى أوربا عقب ثورات الربيع العربي التي أجبرت الملايين من أبناء الدول العربية على السفر إلى دول أوربا للبحث عن الأمان الذي فقدوه في بلدانهم، وتصدر اللاجئون السوريون قائمة المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوربي.


تجاهل أوربا
تصاعدت أزمة المهاجرين إلى أوربا منذ عام وقوبلت في البداية من الدول الأوربية بالتجاهل والتلكؤ ولكن مع تفاقم أعداد المهاجرين على جزيرة لا مبيدوسا الإيطالية، وكاليه في فرنسا، وجزيرة كوس في اليونان، لفت انتباه دول الاتحاد الأوربي إلى خطورة الوضع للمهاجرين اللاجئين، ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة عبر نحو 264 ألف مهاجر البحر المتوسط نحو السواحل الأوربية وصل نحو 100 ألف منهم سواحل إيطاليا ونحو 160 ألفا وصلوا سواحل اليونان.

استغلال المهاجرين
واستغل المهربون المتاجرون في البشر أزمة اللاجئين واستخدموا الشواطئ التركية والليبية لنقل اللاجئين إلى دول أوربا، وتوفي الآلاف من المهاجرين في مياه البحر الأبيض المتوسط نتيجة تكدس المهاجرين في قوارب متهالكة أو قوارب مطاطية لا تصلح لنقل العدد الهائل من المهاجرين، ويقدر بأن نحو 1500 مهاجر ماتوا غرقا في مياه البحر أثناء محاولتهم الوصول من ليبيا إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي.

دعوات لإنقاذ المهاجرين
ودعت المسئولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي فيديريكا موجيريني حكومات الاتحاد الأوربي إلى دعم عمل مشترك لحماية المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.

بينما ناشد البابا فرنسيس الاتحاد الأوربي عمل المزيد لمساعدة إيطاليا في مواجهة الأزمة التي يتسبب فيها تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين، وقال البابا "هؤلاء رجال ونساء مثلنا، أخوة لنا يبحثون عن حياة أفضل"، وحث الزعماء السياسيين على "العمل بحسم من أجل منع تكرار هذه المآسي".

وقال رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي من جانبه إن أوربا تشهد "مذبحة ممنهجة في البحر المتوسط."

وبدأ الاتحاد الأوربي منذ الخريف الماضي عملية بحرية مشتركة في المياه الدولية ضد مهربي سكان "العالم الثالث" إلى أوربا، ولكن في بعض الدول الأوربية مثل ألمانيا كان فيها مظاهرات مناهضة للاجئين، وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي تحرك عنصري ومتطرف يعتدي على اللاجئين.

إنسانية ميركل تجاه اللاجئين
وحثت ميركل دول الاتحاد الأوربي على قبول نصيب أكبر من اللاجئين في الوقت الذي تبذل فيه حكومتها جهدا للتعامل مع العدد القياسي المتوقع وصوله هذا العام والمقدر بنحو 800 ألف لاجئ.

وأكد رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس على ضرورة تعاون الدول الأوربية مع بعضها لمعالجة أزمة المهاجرين وتوفير ملاذ آمن للهاربين من الحروب والقمع، وأشار إلى عملية إنشاء مخيم للاجئين يتكون من 120 خيمة كبيرة تستوعب قرابة 1500 لاجئ.

موقف مخز للمجر
ولكن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان كان لديه موقف عدائي ضد المهاجرين واعتبر قدوم المهاجرين ومعظمهم مسلمين يهدد الهوية المسيحية لأوربا، مشيرا إلى أن تدفق المهاجرين على أوربا لا نهائى وأن عشرات الملايين منهم سيأتون إذا لم يحم الاتحاد الأوربي حدوده، ورفض خطة الاتحاد الأوربي ووصفها بأنها تسير في الاتجاه الخاطئ.

وبعد أيام من المواجهات والفوضى، وتكدس المهاجرين على خطوط السكك الحديدية في المجر ومنعهم من السفر إلى ألمانيا والنمسا، أرسلت السلطات المجرية حافلات لنقل المهاجرين من بوادبست إلى النمسا، وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إن نقل طالبي اللجوء غير المسجلين من المجر إلى الحدود النمساوية يبرز فشل سياسة الهجرة في الاتحاد الأوربي.

وأضاف سيارتو إن ما حدث هو نتيجة سياسة الهجرة الفاشلة في الاتحاد الأوربي والتصريحات غير المسئولة التي يدلي بها الساسة الأوربيون.


بينما صرح رئيس وزراء فنلندا، جحا سيبيلا أن منزله في مدينة "كيمبلي"، شمال فنلندا، مفتوح لطالبي اللجوء منذ بداية العام، داعيًا المواطنين لإظهار تضامنهم مع اللاجئين المتوجهين إلى أوربا هربًا من الحرب والفقر.

تغيير الموقف البريطاني
ومنذ بداية أزمة المهاجرين وكانت بريطانيا تتبني موقف صريح ويناقض القيم الأوربية برفضها قبول اللاجئين، واقترحت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي ترحيل مهاجرين وصلوا بريطانيا من دول الاتحاد الأوربي ولم يجدوا العمل في بريطانيا.

بينما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يري أن قبول عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين هم بالفعل في أوربا سيجعل الأزمة أكثر سوءا، وسيشجع على المزيد من الفوضي لأنه سيحفز العصابات الإجرامية لإقناع المزيد من الناس بقيام الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط وشرق أوربا من الشرق الأوسط.

ولقد تغيير موقف كاميرون بعد رؤيتة جثة طفل سوري جرفت على احدي الشواطيء وأعلن أن بريطانيا ستقوم بواجباتها الأخلاقية وستستقبل آلاف المهاجرين السوريين.

ولكن هناك انقسامات بين الدول الأوربية حول خطة الاتحاد الأوربي لتوزيع 160 ألف لاجئ، لتخفيف العبء عن ألمانيا وعدد من الدول الأخري، وفي إطار مخطط جديد سيتم نقل اللاجئين الذين قدموا إلى إيطاليا واليونان والمجر إلى بلدان الاتحاد الأوربي وفقا لعدد السكان والثروة الاقتصادية لكل بلد، ومن المتوقع أن تقبل بريطانيا 17 ألف لاجئ وسط الضغوطات.
الجريدة الرسمية