رئيس التحرير
عصام كامل

«الإفتاء»: العقد الاجتماعي والمواطنة يسقطان الجزية في التطبيق المعاصر

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، أن فرض تنظيم "داعش" الإرهابي لما يدعيه كذبًا "بالجزية" على المواطنين المسيحيين في مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي بسوريا، ما هو إلا نهب منظم وسرقة لأموال الناس بالباطل، ومحاولة دنيئة منه لشرعنة هذه السرقة وهذا النهب المنظم.


وشدد المرصد، على أن الدولة في شكلها الحديث تعتمد على مبادئ المواطنة وسيادة القانون والعقد الاجتماعي، فلم تعد تفرق بين مسلم وغير مسلم، والجميع سواسية أمام القانون، وكذلك متساوون في الحقوق والواجبات، لذلك لا فرق بين مسلم وغير مسلم في تحمل الأعباء أو نيل الحقوق، ومن ثم فلا يجوز فرض "جزية" على غير المسلمين بحجة حمايتهم أو احتفاظهم بدينهم.

وأضاف أن مبادئ الدولة الحديثة لا تفرق بين مواطنيها في الخدمة العسكرية أو في القضاء وغيرها من الأمور، كما أنها لا تُكرهِ الناس على اعتناق دين بعينه مصداقًا لقول الله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".

وأشار مرصد الإفتاء، إلى أن مبدأ المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين متسق مع مقاصد الشريعة العليا، ولا يتعارض مع مبادئ الإسلام الحنيف في شيء، بل يمكن القول إن الإسلام دعا إلى ما تدعو إليه المواطنة الحديثة وأكثر، من حب للوطن وانتماء له والذود عنه، والحفاظ على النسيج الوطني والاجتماعي وسلامته، فحب الأوطان والحفاظ عليها من الإيمان الذي حث الإسلام عليه ورغب فيه.

وشدد المرصد، على أن فرض الجزية على أهل الذمة في بعض الحقب التاريخية، كان مقابل حماية أرواحهم وأموالهم وتأمينهم على ذلك، وكان الصحابة عندما يخافون الخطر على أهل الذمة يردون إليهم ذمتهم.

وحذر المرصد، من إيذاء أهل الكتاب ومنهم المسيحيون، وقال: "أمرنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بالإحسان لأهل الكتاب وحسن معاملتهم، وتحرم الشريعة أشد التحريم ظلمهم والبغي عليهم".

وأشار إلى أن القرآن حث على البر والقسط بأهل الكتاب، الذين لا يعتدون على المسلمين؛ لقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، فالبر أعلى أنواع المعاملة؛ حيث أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين، وهو الذي وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "البر حسن الخلق".
الجريدة الرسمية