رئيس التحرير
عصام كامل

الإخواني محمد عبد القدوس.. يموت الزمار!


اشتكى الإخوان في السجن من التجاوزات والتعذيب.. كان الأمل أن تتجاهل الجهات المختصة الأمر، فتتحول القصة إلى قصص على مواقع التواصل الاجتماعي، يضاف إليها كل لحظة شرارة جديدة!


لكن المجلس القومي لحقوق الإنسان خيب ظن الإخوان.. وذهب ليحقق في الأمر كله.. الوفد لا يضم اسما واحدا يمكن احتسابه على "النظام" الحالي، بل على العكس تماما، فكما ضم جورج إسحاق، ضم أيضا حافظ أبو سعدة بل أكثر وأكثر ضم القيادي الإخواني محمد عبد القدوس نفسه!!

ذهب الوفد وفيه عبد القدوس إلى سجن العقرب.. هناك رفض الإخوان مقابلتهم.. ولا يمكن بحال أن يكون واحدا منهم تعرض لأي تعذيب ويرفض لقاء الوفد؛ إذ كانت فرصه كبيرة لفضح النظام وتسجيل الوقائع وإثباتها، ثم بعد ذلك تأكيد عدم اعترافهم لا بالمجلس ولا بالنظام.. إلا أنهم لم يفعلوا!

عاد الوفد وسجل ملاحظاته وصاغها، وفي مؤتمر صحفي أعلنوها بقيادة الحقوقي الأبرز والوزير الأسبق السيد محمد فائق!

مر يوم.. ومر الثاني.. وبات شكل الإخوان محرجا، ولكن شكل القيادي الإخواني محمد عبد القدوس أسوأ بكثير.. فصمته يعني تأكيد بيان المجلس وتحقيقه الذي أجراه.. فكان الحل بخروج عبد القدوس، ببيان منفرد عن الزيارة.. الهدف تشويهها بأي طريقة.. ليس مهمًا أن الحق أحد أسماء الله الحسنى، وليس مهما أن الحقيقة التي أمرنا الله أن نقولها ولو على ذوي القربى.. إلا أنه انحاز لجماعته وصاغ بيانا جاء فيه ما يلي:

- أحمد أبو بركة اشتكى له من العزل الزجاجي بالمحاكمات!

- التعذيب موجود في مقرات الأمن الوطني!

- الكانتين (بوفيه السجن) بسجن العقرب يغلق لفترات طويلة، إلا أنهم أطلعوه - هناك - على فاتورة لقيادي إخواني بمبلغ كبير، لكنه لا يصدق ذلك!
(ذكره تقرير المجلس بالمناسبة، وقالت إدارة السجن إنه تم ضد أربعة مساجين كعقاب منصوص عليه لائحيا؛ لشغبهم من بين أكثر من ألفي سجين).

- قدمت إدارة السجن ما يثبت نقل المساجين إلى المستشفيات، لكن عبد القدوس يقول إن هناك من ماتوا منهم في المستشفيات!

- الزيارات تتوقف للبعض فترة طويلة، وأحيانا تكون قصيرة!

وهنا نتوقف عن الدهشة لنتمكن من السؤال: هل تقرير عبد القدوس عن الزيارة للسجن ولا لزيارته لجمهورية مصر العربية؟.. هل هي للسجن للتحقيق في الشكاوى ولا زيارة سيادته عن المحاكمات وقاعات المحاكم والأوضاع بالأمن الوطني؟.. وهل مناقشة هذه القضايا تكون في تقرير عن زيارته للتفتيش عن السجون؟.. وهل هذه الموضوعات تحتاج لزيارة السجن للحديث عنها؟.. وإن كان غاضبا لوفاة البعض من السجناء في المستشفيات، فنرجو من أحدكم أن يبلغه بأن هناك من خارج السجن من يموتون في أرقى المستشفيات، وهناك من يموت دون أي علة أو مرض لا من السجناء ولا من نزلاء المستشفيات!

أما الكانتين وكذب إدارة السجن كما يفترض.. فلماذا لم يسأل أحمد أبو بركة.. دليله ورفيقه وحبيبه في الزيارة؟.. أم أن "أبو بركة" قابله ليشتكي له الحاجز الزجاجي في قاعات المحاكم فقط، وفقد النطق بعد ذلك؟؟!

بالطبع لا لوم على عبد القدوس.. فالرجل يبر بقسمه في الوفاء لجماعته حتى آخر عمره.. ونسى أن الوفاء لدينه أولى وأعلى وأهم.. إلا أن العيب على من صدقوا عبد القدوس، ممن يقولون إنهم خصوم للإخوان.. ولم يستطيعوا - لأسباب نعرفها ويعرفونها - مناقشة بيان المذكور بالفحص والدرس.. بل نسوا أن سيادته ظل طوال حكم مبارك، يتبنى كل يوم مظاهرة جديدة على سلم نقابة الصحفيين، حتى لربات بيوت فقدن أعمالهن أو تشاجرن مع أزواجهن.. واختفى تماما في حكم مرسي، وكأن لا شكوى في البلد ولا مظلمة ولا قتلى في الشوارع ولا اعتداءات عند الاتحادية!

ولا حول ولا قوة إلا بالله..
الجريدة الرسمية