فكرى أباظة يكتب: أغيثونا يا ولاة الأمور
في مجلة المصور عام 1949 كتب فكرى أباظة مقالا يستنكر فيه كثرة حوادث الطرق بسبب أزمات المرور الشديدة قال فيه:
«إنى أرتل آية الكرسى وأقرأ الفاتحة وسورة الإخلاص سبع مرات كل يوم قبل هبوطى من مسكنى، فلم يعد يضمن مخلوق يخرج من منزله صباحا أن يعود إليه بسلامة الله مساءً من شدة الزحام وشدة الاصطدام».
وأضاف أباظة خلال المقال: «تكاثفت حركة المرور في كل أنحاء القاهرة حتى استحال المرور، وسل كل من تقابله في الطريق يخبرك بأن استمرار الحالة على هذ المنوال محال، وأن إدارة المرور لا تستطيع أن تفعل المعجزات فقد ضاقت شوارع القاهرة وميادينها بالسيارات ووسائل النقل المختلفة.. في حين لم تفكر الحكومة في معالجة هذه الحالة الرهيبة العجيبة».
وتابع: «لا بد من شق الشوارع أو طرق المرور في باطن الأرض، أو مدها خارج الأرض، والحل الأسهل هو إزالة الترام وإلغاؤه، واقول وأؤكد ستزداد الحالة سوءا وسيتضاعف الخطر بعد عام أو عامين فسنقع في مآزق، كمآزق مد شبكة التليفونات أو الكهرباء».
وأردف: «العجيب في الأمر أن كل من أعرفه من ملاك السيارات يشكو كل أسبوع من مطر المخالفات الذي ينهمر فوق رأسه من رجال المرور ».
واختتم مقاله قائلا: «وهذه المخالفات المتكدسة لا ينتبه إليها أصحابها حال وقوعها، ولايحقق فيها لأن القضاء المبرم لا يمكن معارضته، هذا هو الاستبداد بعينه.. وهذا هو الخطر القادم فم الحيلة فيها يا ولاة الأمور؟».