الفن وتعليم البلطجة للمجتمع
إلا أن الواقع مختلف كثيرا فاستيراد الأفلام المصرية من الدول العربية لم يعد موجودا ولا مسلسلاتنا لأن العالم بدأ يرى نتائج استيراد الأفلام المصرية التي تدخل كل بيت وتغير أخلاق أولادهم وتعلمهم رقصات جديدة بصورة مؤذية ويعلمونهم كيف يلوحون بالسكاكين والمطاوي وخروج بعض الألفاظ الجديدة التي يتعلموها (هيتعمل معاه الجلاشة – ده ماشي شمال – نفض له – اهبشه) وغيرها من الألفاظ التي لا يمكن ذكرها هنا والتي لم نكن نسمعها إلا أنها الآن أصبحت..عادى.
المشكلة أن هذا الضوء الأحمر لم ننتبه إليه إلى الآن وعليه لم يعد هناك إيراد للفن المصري إلا من المواطنين وأغلب رواد السينما أصبحوا غير ما كانوا عليه في الماضي عندما كانت هناك الأفلام التي تخاطب العقل عن هذه التي تخاطب الغريزة والبلطجة الصريحة.
الجيل الجديد لا شك أنه يعانى من الإحباط والقهر وما ترتب عليه الاتجاه إلى تنفيس تلك الطاقات في رؤية الممثل الذي يأخذ حقه بيده ويخلع ملابسه وينزل إلى الحارة وفى يده السلاح ويفرض قوته على الناس ويقتص لنفسه لأنه لا يوجد من يأخذ له حقه وأنه قد فقد الأمل في استعادة هذا الحق بالعدل لأن القانون الذي يحكمه هو قانون الغاب وترى من حوله ينظرون إليه نظرة الإجلال والانبهار بقوته وكيف يكون الإنسان شجاعا لا يهاب أحدا ولا يهمه قانون ولا وجود للدولة وإنما ما يهمه أن يثأر وينتقم لنفسه فقط.
هذه الصورة التي يراها أطفالنا من الآن فما الذي نتوقعه منهم فيما بعد..ما الذي يريده منا منتجو تلك الأفلام التي تؤدى بالمجتمع إلى الهاوية ويصبح الفن أحد أسباب انهيار الأخلاق والتردي في مجتمعنا ويتنبه لذك من كانوا يستوردون أفلامنا منا حتى يمنعوا عن أولادهم حتى رؤية التليفزيون المصري.
أفلامنا تعرض مشكلات العشوائيات حتى أصبحت مصر أمام العالم هي عشوائيات في شكل دولة حيث عمم الأجانب عنا نظرة واحدة أن ذلك فنهم وأن تلك هي طبيعة حياتهم وواقعهم وما يعانون منه فلهم مشكلاتهم ولنا مشكلاتنا ولا نريد أن نرى ذلك في بيوتنا ولا أن نطلع على أسوأ ما عندهم ليفسد أفضل ما عندنا.
هذه الصورة الحقيقية للفن المصري عام 2015 ولنقارنه بتاريخ مصر وسنرى النتيجة واضحة جدا.