بالتفاصيل والأرقام.. فوائد اكتشاف حقل الغاز الطبيعي «زهر».. يوفر نصف ما حققته الشركات الأجنبية في تاريخ مصر لاستكشاف الغاز.. الاحتياطي يكفي الدولة 10 سنوات مقبلة.. والأولوية للقاهرة في شراء
كشف المهندس محمد على الغزلاوي، أحد مهندسي شركة البترول الإيطالية «إيني»، عدة حقائق حول اكتشاف أكبر حقل غاز "زهر" بمنطقة أمتياز شروق في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية بمياهنا الاقتصادية، والذي قدر احتياطاته بـ30 تريليون قدم مكعب، وشرح «الغزلاوي» بطريقة مبسطة تلك الحقائق وكيفية استخراج حقول الغاز وما الفائدة التي تعود على مصر من وراء هذا الاكتشاف وما يحمله هذا الحقل من طفرة مستقبلية في توفير وتلبية احتياجات السوق المحلى من الغاز من أجل تقليل الاستيراد من الخارج.
في البداية، أوضح «الغزلاوي» أن حجم احتياطي الغاز الموجود داخل طبقات الأرض في أي حقل إنتاج يقاس بوحدة «TCF»، وهي تعني «ترليون قدم مكعب»، والقدم المكعب الواحد يساوي 28 لترا تقريبا.
احتياطي الغاز بمصر
وقال مهندس البترول: إن احتياطي مصر من الغاز الطبيعي سنة 1994 كان أقل من «1 tcf»، وفي 2014 وصل إلى «65 tcf»، موضحا أن اكتشاف حقل «زهر» بمنطقة امتياز الشروق الجديد في البحر المتوسط يوفر 30 tcf، ما يعني أن هذا الاكتشاف يعادل نصف احتياطي مصر من الغاز ونصف، كل ما حققته كل الشركات الأجنبية في تاريخ مصر لاستكشاف الغاز.
زيادة احتياطاتنا باكتشافات جديدة
وأضاف المهندس: «الشيء الخارق لكل المقاييس أن سمك الطبقات الحاملة الغاز يصل إلى 630 مترا (hydrocarbon-column height) لم نعتد على مثل هذا الاكتشاف في مصر من قبل، واحتياطنا ارتفع إلى 95 tcf وممكن يزيد مع تأكيد الحفر في الحقل الجديد واكتشافات قريبة متوقعة».
10 سنوات لتلبية احتياجات السوق
وتابع: «أي حقل غاز يمكن استخراج 60% - 75% منه والباقي لا يمكن استخراجه لصعوبات فنية وهندسية، في النهاية الطبيعة تقهر كل تكنولوجيا البشر مهما تقدم، يظل الجزء غير المستخرج ثروة مستقبلية لحين وجود طرق إنتاجه بطرق اقتصادية، بفرض إمكانية استخراج نصف الغاز فقط المكتشف في حقل الزهر على أقل تقدير "بنتكلم على إنتاج 15 tcf في عدد طويل من السنين
وأكد أن السوق المحلي المصري هو أول مستهلك لهذا المنتج، استهلاك مصر سنويا من الغاز الطبيعي تقريبا 1.5 tcf، وهذا الحقل وحده يكفي مصر بالمعدلات الحالية لمدة عشر سنوات في حالة استخراج نصف الاحتياطي فقط».
شراء حصة إينى
واستطرد «الغزلاوي»: «هذا الاكتشاف في المياه العميقة في البحر المتوسط على عمق 1500 متر تقريبا حتى نصل لسطح الأرض sea bed.. للعلم ارتفاع برج خليفة في دبي نحو 800 متر.. يعني ضعف ارتفاع برج خليفة تقريبا للوصول لقاع البحر.. وبعد كده حفر 2500 متر تقريبا للوصول لطبقات الغاز، وفي هندسة الحفر ما يعرف باسم eepwater and Ultra-deepwater Drilling، تكنولوجيا صعبة ومعقدة وعالية التكاليف وتصنف عالميا بأنها عالية المخاطر.. لكن فريق عمل Eni من مهندسين وفنيين مصريين وأجانب لديه الخبرات اللازمة لاستكمال الحفر والتنمية بنجاح، شركات قليلة في العالم تحتكر هذه التكنولوجيا وتسطيع أن تستخدمها وبالتالي لا بديل لمصر أو أي دولة أخرى مهما كانت، إلا أن تشارك واحدة من هذه الشركات»
الحفر في المياه العميقة
وأوضح أن الحفر في المياه العميقة عالي المخاطر والتكاليف فبالتالي العائد للشريك الأجنبي لازم يكون مجزيا.. نسبة الشراكة في الاكتشاف الجديد لم تحدد بعد ومصر لها الأولوية لشراء حصة الشريك الأجنبي بسعر تفضيلي.