سفير مصر لدى بكين يكشف تفاصيل زيارة السيسي للصين: بحث قضايا المنطقة ومكافحة الإرهاب.. توقيع اتفاقيات اقتصادية هامة.. تفعيل مبادرة «الحزام والطريق».. ومشاركة 85 جنديا مصريا في استعراضات عيد ا

كشف الدكتور مجدي عامر، سفير مصر في بكين، عن الجوانب الأساسية في زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبكين، التي تبدأ اليوم لحضور احتفالات الصين بالذكرى الـ70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية تعد الثانية في غضون أقل من عام، مشيرا إلى أن ذلك يبرهن على متانة وقوة العلاقات المصرية - الصينية ويعكس مدى تميزها.

لقاءات هامة
وقال السفير المصري خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء "شينخوا" الصينية اليوم، إن الرئيس السيسي سيلتقي خلال زيارته الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانج، وتناقش المحادثات الثنائية مع القيادة الصينية العلاقات بين البلدين في شتي المجالات، وكذا القضايا الدولية المهمة فى المنطقة، ومن بينها سوريا واليمن وليبيا، والأوضاع في آسيا بوجه عام، وقضيتي الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

شراكة إستراتيجية
وأضاف أن التوقيع خلال زيارة السيسي الأولى للصين في ديسمبر 2014 على وثيقة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة أعطى من ناحية زخما كبيرا للتنسيق بين البلدين، في جميع الموضوعات السياسية وأسهم من ناحية أخرى في تقوية التعاون الاقتصادي الذي يشهد في الفترة القادمة طفرة كبيرة تتمثل في إقامة مشروعات صينية عديدة في مصر، ولا سيما في إطار خطة تنمية منطقة قناة السويس، منوها إلى أهمية لقاء السيسي بمجتمع رجال الأعمال والشركات الصينية الكبرى خلال زيارته المرتقبة.

مشاركة عسكرية
ولدى وصفه العرض العسكري المقرر إقامته في العاصمة الصينية بمناسبة مرور 70 عاما على النصر في الحرب العالمية الثانية، بأنه يحمل أهمية خاصة، شدد "عامر" على أن مشاركة الجيش المصري بفرقة مؤلفة من 85 فردا في هذا العرض الضخم الذي ستقيمه الصين في الثالث من سبتمبر يعد أول مشاركة من نوعها للجيش المصري خارج نطاق الدول العربية.

وتابع بأن هذه المشاركة تأتي انطلاقا من كون مصر من الدول الرئيسية التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ومن المنتصرين فيها ومدينة العلمين بشمال مصر، والتي دارت على أرضها معارك كبرى خلال هذه الحرب تعد شاهدا على ذلك، لذا تحرص مصر على المشاركة في احتفالات ذكرى النصر، مستشهدا بحضور الرئيس السيسي للاحتفالات التي أقيمت في موسكو في مايو الماضي في هذا الإطار.

عمق العلاقات
وشدد السفير المصري، على أن مشاركة مصر في العرض تنبع من رغبة الجيش الذي خاض معارك في الحرب العالمية الثانية، رغبته في تقاسم الصين الاحتفال بذكرى الحرب، وتؤكد بشدة أيضا عمق العلاقات المصرية - الصينية ونموها بوتيرة سريعة في هذه الفترة.

ويتوقع عامر، أن يكون العرض العسكري الذي يقام في ميدان تيانآنمن (الميدان السماوي) بوسط بكين مبهرا وضخما بما يتناسب مع ثقل هذه المناسبة ومع حجم الصين كدولة عظمى وثاني أكبر اقتصاد في العالم.

الحزام والطريق
وحول التعاون المصري - الصيني في إطار مبادرة "الحزام والطريق" الصينية الطموحة، أوضح مجدي عامر أن موقع مصر الإستراتيجي يجعلها نقطة ارتكاز مهمة على هذا الطريق، مشيرا إلى أنه خلال زيارة الرئيس السيسي الأولى للصين، تم التوقيع على أكثر من 20 مذكرة تفاهم لإقامة مشروعات صينية في مصر، وستنطلق الآن مرحلة بدء تجسيد هذه المشروعات على أرض الواقع في مجالات عدة من بينها السكك الحديدية والطاقة والزراعة.

واستطرد قائلا إن المرحلة التالية، التي ستأتي قريبا وذات صلة وثيقة بمبادرة "الحزام والطريق"، تكمن في مشروعات تنمية منطقة قناة السويس التي ستقام بعدما افتتح مشروع قناة السويس الجديدة العملاق مؤخرا، لافتا إلى وجود اهتمام بالغ من الشركات الصينية بالمشاركة في هذه المشروعات ومتوقعا إقبالا كبيرا منها عند الإعلان عن المشروعات، وهو ما سيشكل تطورا مستقبليا مهما في العلاقات الثنائية في إطار المبادرة الصينية.

البنك الآسيوي
وحول البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي انضمت إليه مصر كعضو مؤسس، قال السفير المصري إنه في إطار اهتمام البنك بمشروعات التكامل الإقليمي عبر تعزيز شبكة المواصلات بين الدول والمناطق من خلال فتح خطوط طيران وتشييد خطوط سكك حديدية وبناء طرق وغيرها، تأتي قناة السويس من بين أكبر المشروعات التي تدخل في إطار هذا الترابط البيني بين آسيا وبقية أنحاء العالم، ومن ثم يبدى البنك اهتماما بالاستثمار مستقبلا في منطقة قناة السويس لأن ذلك سيخدم آسيا بوجه خاص والعالم بوجه عام.