وزير الري يبدأ خطة تطهير المصارف الملوثة.. زيارة سنغافورة البداية.. كوتشنر على رأس الأولويات.. و90 بؤرة مائية ملوثة في انتظار التطهير.. وخبراء الري: تحتاج إلى ميزانية جديدة وأسباب التلوث أهم المحاور
حملت زيارة وزير الموارد المائية والرى إلى سنغافورة، الكثير من الطموحات التي من بينها إنهاء أزمات مصارف المياه الملوثة في مصر، والتى يشرب منها الآلاف يوميا، وتعد سببا رئيسيا في انتشار عدة أمراض على رأسها الفشل الكلوي، بالإضافة إلى إضرارها بالزراعة، مما يجعل الخضراوات والفاكهة هي الأخرى مصدرا للأمراض.
تكليفات الرئيس
وكانت تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، واضحة في هذا الشأن، بعد أن كلف الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، بأن يعمل على تطهير كل البؤر الملوثة البالغ عددها وفقًا لوزارة الري 90 بؤرة، على أن يكون مصرف كوتشنر هو البداية نظرًا لطول حجمه، بجانب الأراضي الزراعية التي يتم ريها من خلاله، والبالغة 150 ألف فدان في محافظتي كفر الشيخ والغربية.
زيارة سنغافورة البداية
وتعد زيارة سنغافورة التي يقوم بها وزير الري برفقة الرئيس "السيسي"، هي أولى الخطوات لوضع أسس وبدايات العمل في تطهير تلك المصارف، بعد أن أعلن الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، عن أن مصرف كوتشنر هو أساس الزيارة، خاصة أن سنغافورة لها خبرة طويلة في تطهير تلك المصارف، بالإضافة إلى شركات تحلية المياه التي تتميز بها تلك الدولة.
كوتشنر
وقال وزير الري في تصريحات صحفية على هامش زيارته إلى سنغافورة: إن تطهير مصرف كوتشنر سيتم خلال 20 شهرًا وفق للخطة التي وضعتها الوزارة بمشاركة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالإضافة إلى وضع جدول لتطهير الترع والمصارف الأخرى وعلى رأسها المنصورية.
وبجانب مصرف كوتشنر تعد مصارف الرهاوي والمنصورة أكبر مصادر للتلوث المائي، بجانب بعض الترع وفقًا لوزارة الري ومنها ترعة المحمودية وبعض المناطق في ترعة النوبارية، وهو ما تسعى الوزارة للتخلص منه بواسطة أعمال التطهير وإزالة الحشائش.
إهدار للأرض الزراعية
ويقول الدكتور مغاوري شحاتة مستشار وزير الري للمياه الجوفية: إن تطهير مصرف كوتشنر خطوة ضمن حملة لتطهير كل البؤر الملوثة في مصر.. لافتًا إلى أن أولوية مصرف كوتشنر جاءت بسبب ريه لأكثر من 150 ألف فدان في محافظتي الغربية وكفر الشيخ، وهو ما يعني إهدارا للأرض الزراعية، بجانب الشكاوى المتعددة من الأهالي.
وأكد أن توجيهات الرئيس بتطهير كل البؤر هو عمل وزارة الري الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الرئيس "السيسي" يتابع ملف المياه بشكل مستمر.
ميزانية إضافية
من جانبه يرى الدكتور نادر نور الدين خبير المياه الدولي، أن استراتيجية تطهير المصارف الملوثة متوفرة لدى الوزارة منذ أعوام، لافتًا إلى أن الجدوى في بدء التطبيق خاصة أن التعاقدات مع شركات عالمية لبدء عمليات التطهير تحتاج إلى ميزانية إضافية، وهو الأمر الذي لم تعلن عنه الوزارة حتى الآن.
وأضاف "نور الدين" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن هناك بعض المصارف كالرهاوي تحتاج إلى تطهير فوري، خاصة أنه كان سببا لانتشار الأمراض في المناطق المحيطة به، وزيادة نسبة الملوحة في المياه، مما أضر بالزراعات الجديدة.
خسائر للثروة السمكية
من جانب آخر يرى الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، أن الخسارة لن تكون فقط بشرية، وإنما ستصل إلى الثروة السمكية، لافتًا إلى أن بحر البقر وحده يتسبب في نفوق الأسماك، إضافة إلى تأثيرها الخطير على صحة الإنسان، نتيجة نشاط البكتيريا خاصة في موسم الصيف.
وأضاف "علام" أن أسباب تلوث تلك المصارف يجب أن يكون ضمن خطة التطوير حتى لا تعود للتلوث من جديد، والتي على رأسها النفايات الصناعية للمصانع المقامة على تلك المصارف، وبالتالي يجب أن تكون التشريعات الجديدة حاسمة في تلك النقطة التي تسببت في تسمم العشرات من المصارف.