رئيس التحرير
عصام كامل

حدث فى خطبة الجمعة


جلست أستمع لخطبة الجمعة بأحد المساجد القريبة من منزلى، وبينما أنا على تلك الحال، إذ صاح الخطيب قائلًا: «عباد الله اتقوا الله..» وهنا انتبهت لهذه الكلمات، وأخذت أراجع معنى هذه الكلمة ووجدتنى أضغط على زر الكيبورد لأبحث على محرك البحث عن معانى كلمة «التقوى» فوجدتها عند الإمام على بن أبى طالب "كرم الله وجهه" حسبما قال: "هى الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "التقوى هى ترك ما تهوى لما تخشى"، وقيل: هى "ألا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك".

وقيل: هى علم القلب بقرب الرب.

وقال الإمام أبوحامد الغزالى رحمه الله: اعلم أولًا بارك الله فى دينك وزاد فى يقينك أن التقوى فى قول شيوخنا رحمهم الله هى تنزيه القلب عن ذنب لم يسبق عنك مثله، حتى تحصل لك من القوة والعزم على تركه وقاية بينك وبين المعاصى، فإذا ما حصلت وقاية بين العبد وبين المعاصى من قوة عزمه على تركها، وتوطين قلبه على ذلك، فيوصف حينئذ بأنه متق، ويقال لذلك التنزيه والعزم والتوطين، وقال ابن القيم رحمه الله: التقوى حقيقتها العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابًا، أمرًا ونهيًا، فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالأمر وتصديقًا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيمانًا بالنهى وخوفًا من وعيده..

وكثير من علماء الدين يقولون إن التقوى تُطلَق فى القرآن الكريم على عدة أمور فهى تأتى بمعنى الخشية والهيبة كما قال تعالى: «وإياىَ فاتقون» أى اخشونى وهابونى، وتأتى بمعنى الطاعة والعبادة كقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته»، يعنى أطيعوه حق الطاعة واعبدوه حق العبادة، كما تطلق على التنزه عن الذنوب، قال عز وجل: «ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون».

يتقه أى يترك المعاصى والذنوب، للتقوى مراتب أو حالات منها اتقاء الشرك، واتقاء البدعة، واتقاء المعصية، والله عز وجل ذكر التقوى 3 مرات فى آية واحدة، فقال سبحانه وتعالى: «ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا»، وهنا استيقظت على صوت المؤذن وهو يقيم الصلاة (قد قامت الصلاة .. قد قامت الصلاة)، ولم أدر أبطلت الصلاة أم قبلت.. أسأل الله العفو والمغفرة.
الجريدة الرسمية