رئيس التحرير
عصام كامل

مصير القوة العربية المشتركة


منذ اللحظة الأولى لمناقشة القوة العربية المشتركة عربيا ومصيرها غامض.. الغموض في مصير ومستقبل هذه الفكرة قديم وليس وليد اليوم أو بالأصح الأمس، ولا يقترن فقط بطلب عدد من الدول العربية «الخليجية» تأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب، الذي كان مقررا عقده بالقاهرة؛ لإقرار المشروع النهائي الذي انتهى عدد من رؤساء الأركان في الدول العربية، من إعداده بعد ثلاثة اجتماعات متتالية.


في اجتماع القمة العربية، خرج قرارها بإنشاء قوة عربية مشتركة بصعوبة بالغة.. كانت هناك دول رافضة للفكرة ومعترضة عليها مثل الجزائر.. وكانت هناك أيضا دول غير متحمسة بالتعجيل بإنشائها، وتطالب بوقت أكبر لدراسة الفكرة أو بالأصح الاقتراح المصري، قبل تحويله إلى قرار يصدر عن القمة العربية، مثل المملكة العربية السعودية.

وشهدت الجلسة المغلقة للقمة، مناقشات صريحة وغير دبلوماسية في هذا الصدد.. غير أن الدفاع الحار للرئيس السيسي، الذي كان يرأس اجتماعات هذه القمة، والإيضاحات التي قدمتها مصر بخصوص هذه القوة العربية المشتركة، خاصة ما يتعلق بطريقة تكوينها وتسليحها ومكان تمركزها وتحويلها وقيادتها، هو الذي أسهم في تحويل الفكرة إلى قرار صادر عن القمة العربية.

ولكن يبدو أن الذين عارضوا الفكرة أو الذين كانوا غير متحمسين للتعجيل بتطبيقها، لم يتخلوا بعد رغم صدور القمة العربية، عن معارضتهم أو تحفظهم.. وهذا هو السبب الحقيقي لتأجيل الاجتماع المشترك لوزراء الدفاع والخارجية العرب، الذي كان مقررا عقده في نهاية الأسبوع الماضي بالقاهرة؛ لإقرار إنشاء القوة العربية.

إذن.. الأمر يتجاوز ألاعيب صغيرة تقوم بها قطر في هذا الصدد، أو فتور مفاجئ وجديد تجاه فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة، كما استنتج البعض، في ظل غياب معلومات أو تفسيرات معلنة للأسباب التي جعلت عددا من الدول العربية من بينها السعودية والكويت، تطلب تأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية بالقاهرة «مقر الجامعة العربية»، وذلك بعد أن استعدت القاهرة لوجيستيًا لهذا الاجتماع.

وهذا تحديدا.. هو ما يلقي بظلاله على مستقبل فكرة إنشاء هذه القوة العربية المشتركة.. وأخشى أن يستمر يلقي بظلاله حتى لو تم علاج الأسباب المباشرة لتأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب، واجتمعوا فعلا، بل أقروا إنشاء هذه القوة.
الجريدة الرسمية