رئيس التحرير
عصام كامل

عملاء الإخوان وتقرير حقوق الإنسان!


مزاعم يومية لا تتوقف عن تعذيب واغتصاب وتجاوزات ضد سجناء السجون المصرية.. أخذ المجلس القومي لحقوق الإنسان الموضوع مأخذ الجد.. وقرر الاستجابة للشكاوى وبحث المزاعم على طريقته، بالزيارة الميدانية المباشرة، وأرسل وفدا رفيعا ضم أحد قيادات الجماعة نفسها الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، ومعه الحقوقي البارز حافظ أبو سعدة، وكل من راجية عمران وجورج إسحاق وصلاح سلام..


في سجن شديد الحراسة الشهير بسجن العقرب، رفض الإخوان لقاء أعضاء الوفد، وأوفدوا من يبلغهم هذا الرفض.. في حين التقى الوفد بأربعة قدموا الشكاوى، وقد أثبتوا تعرضهم لإيذاء معنوي منه المنع من الزيارة أو تقصير وقتها أو الحبس الانفرادي، ثم اختتم الوفد زيارته وغادر المكان، ليعلن رئيسه وفي مؤتمر صحفي وللعالم كله، عدم وجود تعذيب منهجي داخل السجون.. لينهي الجدل حول المزاعم كلها، ويعلن رئيسه الوزير الأسبق السيد محمد فايق - أحد أكبر دعاة حقوق الإنسان في العالم، الذي نذر نفسه طوال أربعين عاما كاملة، أطال الله عمره، للدفاع عن حقوق الإنسان العربي.

إن القول بعدم وجود تعذيب منهجي لا يعني عدم وجود تعذيب.. فكلنا بشر وتخطئ!.. فايق يقصد بعدم وجود تعذيب منهجي، أي التعذيب المنظم المرتبط بشكل دوري أو شبه دوري، والموصى به من قيادات أعلى وله أدواته ووسائله.. وبالتالي فهو يقصد بعبارة "أن عدم وجود تعذيب منهجي لا يعني عدم وجود تعذيب"، هو وجود تأديب للبعض وفقا للوائح - حتى لو بدا متعسفا - منهم الأربعة الذين التقاهم وفد المجلس، وكذلك وجود حالات تعذيب من مشاجرات قد تجرى لأي سبب، أو للاحتكاك بين المساجين والضباط والعساكر!

الملاحظ بعد السطور السابقة وبغض النظر عن تعليقات اللجان الإلكترونية للإخوان وسفالتها وسفالة أصحابها، هو الآتي:

- الوفد ضم أحد أبرز كوادر الإخوان، ولم يذكر هو أي تجاوزات رآها أو شكوك في أي شيء!

- وفد الإخوان يرفض لقاء وفد المجلس الذي يضم نشطاء مهمين، وقفوا دائما في ظل كل الأنظمة السابقة ضد أي تعذيب وضد كل تعذيب!

- يمكن الجزم بأن لو إخوانيا واحدا يمتلك دليلا على تعذيبه لقابل أعضاء الوفد على الفور.. بل العكس هو ما جرى؛ حيث قدمت إدارة السجن ما يثبت زيارات لخارج السجن للكثيرين منهم خيرت الشاطر نفسه، وفواتير طبية تصل إلى 12 ألف جنيه، إحداها كانت في مستشفى المنيل الجامعي!

- الوفد التقى فعلا بالأربعة أصحاب الشكاوى، ولم تمنعهم إدارة السجن من لقاء الوفد، وقالوا شكواهم كاملة!

- في اليوم نفسه لإعلان الزيارة، ولأنها جاءت على خلاف المتوقع، وفي محاولة للتشويش، شن الناشط خالد علي هجوما على الزيارة وعلى أصحابها، وقال في تغريدة له: إن التعذيب في كل مكان، وهو الذي لم يكن ضمن الوفد ولا في الزيارة من الأصل!!

- ناشط آخر هاجم الزيارة وعدد خطايا السجون، ومنها مقتل - كما زعم - القيادي بالجماعة الإسلامية عصام دربالة!!.. ونسى أن الأمر نفسه نفته الجماعة نفسها ونفته أسرته أيضا!

- بعد الزيارة صمم الإخوان بانرا مسيئا للزيارة، يربط بين الزيارة وبين مشهد من فيلم البريء.. المدهش أن كثيرين من غير الإخوان هم من شيروا البانر، دون أي اعتبار لا لتقرير المجلس ولا لتشكيلته التي ذهبت، والتقت وحققت بنفسها وهي مجموعة يستحيل - من سابق سجلها الحقوقي - أن تجتمع على الكذب!

وهنا نسأل: إلى متى يقدم عملاء الإخوان - أولئك - خدماتهم الجليلة للإخوان؟.. هل اختلافهم مع السيسي والإدارة الحالية يبيح لهم ذلك؟.. وإلى متى لا يعرفون الفرق بين الخلاف الجذري والخلاف الثانوي؟.. ومتى سيعرفون الفرق بين الخلاف في الوطن والخلاف عليه؟.. وإلى متى سيبقون على صبيانيتهم ومراهقتهم السياسية وعقدهم النفسية؟

والأهم: لماذا إذن يغضبون عندما يصفهم البعض مع الإرهابيين وفي زمرة واحدة.. بأعداء الوطن؟!
الجريدة الرسمية