خطة مواجهة تسريب «المازوت» بالنيل.. «الكهرباء» توقف محطة أسيوط المتهالكة عن العمل.. «البترول» تدفع بطاقم لمكافحة تلوث المياه.. «البيئة» تتعهد بإنهاء الأزمة خلال
تواصل وزارات «الكهرباء والبترول والبيئة» جهودها لإزالة بقع المازوت التى تسربت بنهر النيل الخميس الماضى، وتمددت إلى مجرى النهر بمحافظة تلو الأخرى، والتى سببت حالة من الهلع، حيث أكدوا أن هناك متابعات مستمرة لتنقية مياه النيل، والتنسيق مع الشركات القابضة للمياة لحماية المحطات، ومنع تسرب تلك البقع.
حقيقة الأزمة
كشف الدكتور محمد اليماني، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن ما حدث الخميس الماضى، من تسرب بقع المازوت في نيل أسيوط، جاء نتيجة وجود محطة كهرباء مكونة من 3 وحدات قدرة كل واحدة 20 ميجا وات، وكانت تعمل منذ فترة الستينات وتهالكت، ما أدى إلى عطل الوحدة الثالثة في مسخن المازوت وتسربه إلى النيل.
وأضاف اليمانى، لـ«فيتو» أنه تم السيطرة على بقع الزيت التي طافت على سطح النيل بالتنسيق مع الشركات القابضة للمياه والكهرباء، لافتا إلى أن الحديث عن أن المازوت أحدث ضررا في محطات المياه غير صحيح، لأن المازوت بطبيعته يطفو للسطح وليس العمق، كما أن خراطيم المياه بمحطات الشركة القابضة للمياه تأخذ من العمق وهو آمن تماما وبعيد عن السطح.
وأشار المتحدث الرسمى بوزارة الكهرباء إلى أنه لا داعى للقلق، موضحا أن قطاع الكهرباء يواصل خطته العاجلة لتطوير المحطات وإضافة قدرات جديدة، لافتا إلى أنه تم وقف محطة أسيوط المتهالكة عن العمل والتي تسرب منها المازوت للنيل.
فريق فنى
وأوضح المتحدث الرسمى بوزارة الكهرباء، أنه تم بناء محطة كهرباء جديدة بأسيوط بقدرات 1000 ميجا وات ضمن الخطة العاجلة للوزارة لإضافة قدرات إضافية على الشبكة القومية للكهرباء.
وأضاف، أن المحطة الجديدة ستعمل بالغاز الطبيعى، حيث يمثل ذلك عنصر أمان بدلا من "المازوت" أو "السولار"، لافتا إلى أن الوزارة مستمرة في بناء وحدات جديدة لإنتاج الكهرباء.
وأشار إلى أنه تم إرسال فريق فنى من شركة كهرباء الوجه القبلى، وبمساعدة الشركات القابضة للمياه، من أجل إزالة البقع التي طفت على سطح النيل بعد تسرب المازوت من محطة متهالكة بأسيوط، التى مضى عمرها الافتراضى منذ أكثر من 60 عاما
تنسيق مستمر
أما عن وزارة البترول، فقال المهندس مجدى فهمى، رئيس شركة بتروسيف التابعة لقطاع البترول، إنه تم التنسيق مع وزارة الرى لتنفيذ أعمال إزالة الأعشاب والحشائش النهرية والتي تحتجز بعض الزيت المتسرب من محطة الكهرباء ، حيث تم تنفيذ أعمال الاحتواء والتأمين باستخدام الحواجز الماصة.
وأوضح رئيس الشركة، أنه تم تنفيذ عمليات مسح المسطح النهرى من محطة الكهرباء وحتى هويس أسيوط؛ ثم من المسافة عشرين كيلو مترا شمال الهويس، كما تم دفع سيارتين من مركز مكافحة التلوث برأس غارب محملة بمعدات وأطقم مكافحة للتوجه إلى مدينة المنيا لاحتمال وصول أي بقعة زيتية إلى محافظة المنيا للتعامل معها، وبعدها تحركت معدات وأطقم المكافحة التابعة لمركز بتروسيف لمكافحة التلوث- رأس غارب من المنيا إلى أسيوط لتقديم الدعم لطاقم مركز التبين.
وأشار إلى أنه تم تأمين الموقف في منطقة العمل في أسيوط مع استمرار رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مراكز مكافحة التلوث البحرى والنهرى للتدخل عند الحاجة.
وذكر أنه تم التعامل مع الحادث فور تلقى الشركة إشارة من وزارة الدولة لشئون البيئة، تفيد بحدوث تلوث نهرى بالمواد البترولية بمنطقة محطة كهرباء أسيوط بمنطقة الحمرا.
طاقم المكافحة
وأوضح رئيس الشركة، أنه تم الدفع بطاقم المكافحة ومعداته من مركز المكافحة بالتبين، ومع أول ضوء من فجر الجمعة تم العمل بمنطقة الحادث.
ولفت إلى أن فريق عمل الشركة نصب حواجز ماصة حول مخرج مياه تبريد محطة الكهرباء، وذلك لحجز أي مواد بترولية ومنعها من الانتشار، وكذلك حول المرسي النهرى لشركة مصر للبترول والذي يعمل كمحطة وقود واسترجاع الزيت بمنطقة المرسي واحتواء الزيت الطافى على سطح مياه النهر بمنطقة الحادث والبدء في استرجاعه بالمواد الماصة.
انتهاء الأزمة
وأما عن وزارة البيئة، فقالت الدكتورة كوثر حنفى، رئيس الإدارة المركزية لإدارة الأزمات والكوارث بوزارة البيئة، إن التحاليل الدورية لعينات مياه النيل بأسيوط، أظهرت أن المياه صالحة للشرب في عدة مناطق، وأن 7 محطات من إجمالى 10 محطات لمياه الشرب بالمحافظة، جاهزة للفتح مرة أخرى، فيما تنتظر 3 محطات نتائج التحاليل.
وأضافت «كوثر» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن وزارة البيئة تقدم تقارير بنتائج تحليل العينات، إلى محافظ أسيوط ليقرر فتح المحطات، مشيرة إلى أن أزمة بقعة المازوت تنتهى خلال ساعات.