«5 مشاهد متناقضة» في أزمة مجلة «عالم الكتاب».. طباعتها «متقشفة وعالية التكلفة».. تشكيل لجنة لحل أزمتها منقسمة على نفسها.. «النمنم» ينفي التفكير في إغلاقها.. و
مازالت أزمة مجلة «عالم الكتاب» التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تشغل الوسط الثقافي، خاصة في ظل البيانات التي خرجت خلال الساعات القليلة الماضية، ويدافع فيها الطرفان "رئيس الهيئة – رئيس تحرير المجلة" عن موقفه، وكل يؤكد أن "قلبه على المجلة".
المتابع لأزمة مجلة "عالم الكتاب"، يجد أن هناك مشاهد متناقضة، نرصدها في السطور التالية.
تكاليف الطباعة
في الوقت الذي أكد فيه محمد شعير، رئيس تحرير مجلة عالم الكتاب، أنه اتبع خطة طباعية متقشفة التكاليف، خرج علينا الكاتب حلمي النمنم، القائم بأعمال رئيس هيئة الكتاب، يؤكد أن تكليف طباعة المجلة في الخارج تتخطي 40 ألف جنيه، في حين أن تكلفة طباعتها داخل الهيئة لا تتخطى 14 ألف فقط، وأوضح النمنم أن المجلة هي الأعلى تكلفة بين جميع إصدارات هيئة الكتاب، رغم أنها ليست الأعلى توزيعا.
لجنة الأزمات
النمنم صرح أنه شكل لجنة مكونة من الدكتور هيثم الحاج على، نائب رئيس الهيئة، ورئيس المطابع، واجتمعا مع شعير، في محاولة للوصول لحل الأزمة، إلا أن «شعير» تعنت ورفض الطباعة خارج المطبعة التي اختارها هو، في حين أن شعير نفسه أكد أنه حاول الاتصال بالنمنم كثيرا وفشلت محاولاته، وفى النهاية أرسل له رسالة على هاتفه طلب منه طبع العدد تقديرا لمجهود الزملاء والكتاب، على أن تتوقف المجلة التي قد يعتبرها عبئا على الدولة، أو قد يتصور أن طباعتها إهدار للمال العام. ولم يرد أيضا.
تغيير هيئة التحرير
«النمنم» نفي تمام التفكير في إغلاق المجلة، أو تغيير هيئة تحريرها، كما أنه حريص على جودة المجلة طباعيًا وفنيًا وتحريريًا ولكن أيضًا بالسعر الذي يحتمله القارئ المصري، وتصريح النمنم يتنافى مع بيان شعير الذي أكد أن رئيس هيئة الكتاب وافق على زيادة سعر المجلة ليصبح «8 جنيهات» بدلا من «٥ جنيهات» في مقابل الاحتفاظ بنوعية الورق ومستوى الطباعة.
مطابع خارجية
وذكر النمنم في بيان له، أن هيئة الكتاب تمتلك أحدث المطابع في الشرق الأوسط، ودفعت فيها الحكومة المصرية ملايين الجنيهات، متسائلًا: «فلماذا وافقت الهيئة من البداية على طباعة المجلة في مطابع خارجية»، وكان النمنم نفسه موافقا على هذا السلوك لولا أن المطبعة قدمت بروفة معيبة للعدد الجديد رفضها بنفسه – حسب بيان شعير-.
ثم قرر منفردا طباعة المجلة بدون أن يعرض على مجلس التحرير أية بروفات للمجلة قبل الطباعة للموافقة عليها كالمتعارف عليه، وحسب اتفاقه مع الهيئة للتأكد من مطابقتها دائما للمطلوب، وهو أمر يعد تجاوزا تحريريا وقد يتحمل هو بسببه وبلا ذنب له مسئولية أي أضافات أو حذف في المادة المقدمة للطبع من قبل أي فرد مترصد في مشوار الطباعة.
شخصية المجلة
«شعير» أكد أن طلبه الوحيد هو أن تحتفظ المجلة بشخصيتها، وإن دفاعه عن الجودة ليس "دلعا"، ولا يمكن الاكتفاء بمجرد الصدور، وبقية الأشياء سواء الانتظام أو الشكل الطباعي دخل في خانة التفاصيل التي لا لزوم لها، وعبر شعير عن تخوفه من إعادة مسلسل غلق المجالات الثقافية بنفس الآليات القديمة بدعوى القوانين واللوائح، وتمنى أن لا يستخدم حلمى النمنم كأداة لغلق المجلة، المثير أن النمنم نفسه في أولى تصريحاته حول الأزمة أعلن دعمه للمجلة وهيئة التحرير، وأصر على مواصلة إصداراها مع توفير الحرية الكاملة لهيئة التحرير لأداء عملها.