رئيس التحرير
عصام كامل

أسبوع رئاسي شاق.. السيسي يزور موسكو.. يبحث تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات مع بوتين.. يستعرض نتائج سد النهضة مع وزيري الخارجية والري.. ويؤكد على ضرورة تلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء

فيتو

شهد الأسبوع الرئاسي أحداثا عديدة حيث بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الدكتور محمد شاكر المرقبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الموقف بالنسبة لتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء، والجهود التي تبذلها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لاستقرار التغذية الكهربائية.


وأشاد الرئيس بالجهد المبذول على صعيد النهوض بقطاع الكهرباء في مصر، وتوفير الخدمة بشكل منتظم للمواطنين، على الرغم من زيادة الأحمال، بالتزامن مع موجة الطقس الحار التي تشهدها البلاد.

سد النهضة
كما اجتمع الرئيس السيسي، بكل من سامح شكري وزير الخارجية، والدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري، وشهد الاجتماع استعراض نتائج اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة، الذي عقد في أديس أبابا يومي 20 و21 أغسطس الجاري، حيث قررت اللجنة منح المكتبين الاستشاريين لسد النهضة، مهلةً حتى الخامس من سبتمبر المقبل، لتسليم العرض الفني المعدل ومراجعته من قِبَل خبراء الدول الثلاث «مصر والسودان وإثيوبيا»، خلال الاجتماع التاسع للجنة بالقاهرة في موعد يُتفق عليه بعد الانتهاء من فحص ودراسة العرض المعدل.

المجلس التخصصي
وعقد الرئيس السيسي، اجتماعا بأعضاء المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، حيث تم استعراض الأنشطة والتكليفات التي يقوم بها المجلس.

وزيرة خارجية الهند
والتقي الرئيس السيسي، سوشما سواريج وزيرة الشئون الخارجية الهندية، حيث بحث السيسي سبل تعزيز العلاقات الثنائية كما أشار الرئيس إلى الخطوات التي قامت بها مصر لتيسير عمل المستثمرين، والحد من الإجراءات البيروقراطية، وزيادة الكفاءة والشفافية.

زيارة روسيا
كما زار الرئيس السيسي، موسكو واستقبل السيسي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا من التعاون والتنسيق الإستراتيجي بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب تضافرًا للجهود وبناء إستراتيجية عربية مؤثرة وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

البرلمان الروسي
كما زار الرئيس السيسي، مجلس النواب الروسي «الدوما»، وكان في استقباله رئيس المجلس سيرجيه نارشكين الذي عقد لقاء ثنائيا مع الرئيس، تلاه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، وشارك فيه عدد من رؤساء اللجان البرلمانية في مجلس النواب الروسي.

ومن جانبه أكد الرئيس أن الحكومة عازمة على عقد الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والتشريعي للدولة وليتم إنجاز كل استحقاقات خارطة المستقبل.

واستعرض الرئيس مجمل التطورات على الساحة الداخلية المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية، وما شهدته من إرادة واضحة للشعب المصري للحفاظ على هويته وعلى كيان ومؤسسات الدولة المصرية، ومواصلة مسيرة البلاد نحو الديمقراطية والتنمية.

وزير التجارة والصناعة
واستقبل الرئيس السيسي كلًا من دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي، وكيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر.

ومن جانبه أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بتفعيل التعاون مع الجانب الروسي في قطاعي الصناعة والتجارة باعتبارهما قاطرة النمو الاقتصادي، أخذًا في الاعتبار ما تتميز به روسيا من خبرة صناعية متميزة ومشهود لها بالكفاءة، فضلًا عن مواردها الضخمة التي ساهمت في جعلها أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر.

ملك الأردن
والتقي الرئيس السيسي الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية الذي يزور موسكو لإجراء مباحثات وحضور افتتاح فعاليات معرض «ماكس الدولي للطيران والفضاء».

وناقش الزعيمان عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، وأكد الجانبان أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة يُنهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية.

كما استأثرت القضية الفلسطينية بجزءٍ هام من المباحثات، وتم التباحث بشأن سُبل كسر الجمود في الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات، وفقًا للمرجعيات الدولية، ووصولًا لتنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الكرملين
وتوجه الرئيس السيسي إلى الكرملين حيث التقى بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في جلسة مباحثات ثنائية دامت لأكثر من ساعتين، واستغرقت أكثر من ضعف الوقت المحدد لها، ثم تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين حيث رحب بوتين بالرئيس، مؤكدًا على أهمية الزخم السياسي الناتج عن الزيارات المتبادلة بين البلدين، ولا سيما على مستوى القمة، وانعكاساتها الإيجابية على تطور العلاقات الثنائية بينهما في مختلف المجالات.

بوتين يشيد بالقناة الجديدة
وأشاد الرئيس الروسي بافتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدًا على حكمة القيادة السياسية المصرية ورؤيتها الثاقبة إزاء مشروع القناة، وأكد على دور مصر كدولة محورية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، وكركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن والاستقرار فيها، مشددًا على أن العلاقات بين البلدين ستشهد المزيد من النمو والتطور خلال المرحلة المقبلة.

ومن جانبه أكد السيسي على عمق العلاقات الإستراتيجية والتاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، وأهمية استثمار المرحلة الراهنة لدفع العلاقات إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا واستشراف مجالات جديدة للتعاون بما يحقق الآمال المرجوة التي يطمح إليها الشعبان.

كما وجّه السيسي الشكر للرئيس الروسي على المشاركة رفيعة المستوى لروسيا في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ممثلةً في رئيس الوزراء الروسي.

مكافحة الإرهاب
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس الروسي على الدور المحوري الذي تقوم به مصر لدحر الإرهاب والحيلولة دون انتشاره، منوها إلى أن بلاده تساند مصر بشكل كامل وتدعم جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب.

وتوافقت رؤى الرئيسين على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب لاسيما في ضوء انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العديد من مناطق العالم.

التبادل التجاري
وعلى الصعيد الثنائي، أشاد الرئيس بوتين أشاد بنمو معدلات التبادل التجاري بين البلدين، والتي زادت بنسبة 86% خلال عام 2014، مشيرًا إلى أن تراجع هذه المعدلات قليلًا في الآونة الأخيرة إنما يُعزى إلى التقلبات التي يشهدها سعر صرف العملة الروسية.

وذكر الرئيس الروسي أن قطاع السياحة يحتل مكانة متقدمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث زادت السياحة الروسية الوافدة إلى مصر بنسبة 35% خلال عام 2014 لتستقر عند ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح، مشيرًا إلى أهمية افتتاح القنصلية الروسية في الغردقة.

قطاع البترول
وأضاف بوتين أن هناك العديد من أوجه التعاون الثنائي التي تحقق تقدمًا ومن بينها التعاون في قطاع البترول، فضلًا عن مساهمة روسيا في توفير 40% من احتياجات مصر من القمح، مؤكدًا رغبة بلاده في المساهمة في مشروع إنشاء المركز اللوجيستي العالمي لتخزين وتداول وتجارة الحبوب الذي سيُقام في دمياط، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس منوها إلى الإجراءات التي تتخذها لتوفير مناخ جاذب للاستثمار.

منطقة صناعية روسية في مصر
كما تباحث الرئيسان بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، ومناقشة أفضل المناطق المطروحة لإقامتها، وتم الاتفاق على إرسال وفد روسي إلى مصر لبحث أفضل سبل تنفيذ هذا المشروع الذي سيكون له العديد من الانعكاسات الإيجابية التي ستساهم في المزيد من دفع العلاقات قدمًا بين البلدين، وتوافقت رؤى الرئيسين على مواصلة التشاور والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومن بينها إنتاج الكهرباء.

التعاون العسكري
وأكد الزعيمان التزامهما بدعم التعاون العسكري بين البلدين على كافة الأصعدة بما يحقق أعظم استفادة ممكنة للطرفين، كما أشادا بالتعاون العسكري الثنائي في مجال التدريب والمناورات المشتركة بين القوات المسلحة للبلدين، وأكد الرئيس السيسي أن تاريخ التعاون العسكري بين البلدين يمثل دعمًا كبيرًا لتطوير التعاون بينهما في هذا المجال.

وعاود بوتين التأكيد على دعم بلاده لطلب مصر إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأوراسي التي تشمل روسيا وأرمينيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزيا.

صندوق استثماري مشترك
كما تم الاتفاق على اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين كل من مصر وروسيا والإمارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر.

القضايا الإقليمية
وعلى الصعيد الإقليمي، تم التباحث في عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي اتفق الرئيسان على أهمية تسويتها وإنهاء حالة الجمود الراهن الذي يخيم على جهود تحقيق السلام وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية.

كما تناولت المباحثات مستجدات الأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث عكست المباحثات توافقًا في الرؤى حول أهمية الحل السياسي لهذه الأزمات بما يصون مقدرات شعوبها ويحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول.

كما التقى الرئيس السيسي سيرجيه كيريينكو رئيس شركة «روزاتوم» العاملة في مجال بناء المحطات النووية وبـ«إيجور سيتشين» رئيس شركة «روز نافت»، وعدد من كبار مسئولي الشركة وأركادي دوفور كوفيتش، نائب رئيس الوزراء الروسي فى ختام زيارته لموسكو.
الجريدة الرسمية