«الفخراني» يكسب رهانه على نجاح المسرح القومي
يتوجه الجمهور يوميًا لشباك التذاكر بالمسرح القومي لحجز كرسيه لمشاهدة عرض «ليلة من ألف ليلة وليلة» للنجم يحيى الفخراني والذي أصدر البيت الفني لمسرح برئاسة الفنان فتوح أحمد بيانا بحصيلة شباك تذاكره البالغة نصف مليون جنيه في أسبوع واحد فقط، وعبر عنه البعض بأنه أعلى ايراد للمسرح وهو ما دفعنا لتأمل أسباب ذلك النجاح الذي راهن عليه الفخراني من قبل ويبدو أنه في سبيله لتأكيد نجاح رهانه بالإضافة لتتبع مراحل المسرح القومي منذ الحريق وحتى الافتتاح الأخير بليلة من ألف ليلة وليلة.
إن أزمة إعادة بناء المسرح القومي بعد حريقه الشهير في رمضان جعلت الأنظار تتوجه إليه، ما بين أسباب احتراقه وتكلفة ميزنية إعادة بناءه وترميمه التي تضاعفت من 55 مليون إلى أكثر من مائة مليون حسب ما نشر بعض الصحف.
أزمة بين بعض المسرحيين والوزارة حول طريقة الترميم وإعادة البناء والمواصفات الفنية للمسرح وعدة لجان تنتهي بأزمة استقالة المخرج ناصر عبد المنعم من رئاسة قطاع شئون الإنتاج الثقافي، ثم تتوجه الأنظار مرة أخرى بقرار من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بسرعة الانتهاء من المسرح ليفتتح بعرض بحلم يا مصر الذي أثار موجة احتفاء كبيرة على المستوى النقدي بدعوى أنه نموذج لشعارات وزارة الثقافة التي حملها دكتور جابر عصفور، من عودة التنوير وضرورته، في المرحلة الراهنة.
ثم يغلق المسرح مرة أخرى بدعاوى الانتهاء من تعليمات الحماية المدنية وتتعدد مواعيد افتتاحه التي رصدها البعض وبلغت ثمانية مواعيد قبل رمضان وبدايته ومنتصفه وفي العيد وما بعده.
وتركت الصحف والجماهير مشكلة افتتاح القومي انتظارًا لظهور النجم يحيى الفخراني صاحب لير مع المخرج الكبر الراحل أحمد عبد الحليم والتي قدمت لسنوات والتي حفرت في تاريخ هذا المسرح وجمهوره بصمة وجمهورًا ينتظر الفخراني في ابداع جديد يعود به جمهور المسرح القومي ليملأ كراسيه وبناويره منتظرين افتتاح الستار عن عمل فني بقامة الفخراني وقيمة المسرح القومي، ليفتتح المسرح مرة أخرى بحضور كبير للشخصيات العامة ووزير الثقافة ودكتور كمال الجنزوري ولفيف من الاعلاميين ورجالات المسرح بمصر والعالم العربي، في احتفال يليق بعظمة هذا المسرح، ولم يبخل المخرج محسن حلمي ونجوم ليلة من ألف ليلة من مبدعين أمام وخلف الستار في تقديم رائعة من روائع هذا المسرح بحق، ببساطة وجمال وغناء واستعراض وخفة ظل دون تزيد ولا حب البطل في الاستئثار بكافة المشاهد المسرحية، ولكن بحرفية وخبرة الفخراني ومبدعي العرض كانت الوصفة البديعة التي أحبها الجمهور والنقاد على حد سواء.
وانتظر البعض أن يعبر الافتتاح وموجته وينتهي الأمر ولكن أن تذهب لشباك التذاكر أو تطلب المركز الإعلامي للبيت الفني بحثًا عن مقعد فارغ ولا تجد بسبب الإقبال الجماهيري ونفاذ التذاكر هو ما استحق وقفة تأمل وأغضب البعض ولكن أن يحقق نصف مليون جنيه في أسبوعه الأول هو ما استحق التصفيق والاحتفاء بنجاح رهان الفخراني على جمهور المسرح القومي المتشوق لابداع يحترم عقله ويمتعه.