رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر نص كلمة السيسي في «الكرملين»

 فلاديمير بوتين وعبد
فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي

توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في الكرملين بالشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على دعوته لزيارة موسكو، وذلك خلال المؤتمر الصحفى المُشترك مع الرئيس "بوتين" وجاء نص الكلمة:


بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس "فلاديمير بوتين"
رئيس جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة
في البداية أتوجه إليكم بخالص الشكر على دعوتكم الكريمة لزيارة موسكو مجددا والالتقاء بكم.. وهو اللقاء الرابع الذي يجمعنا.. مما يبرهن على خصوصية العلاقات القائمة بين شعبينا.. كما يشهد على الطفرة التي شهدتها العلاقــات الاستراتيجيــة التقليديــة بيــن بلدينـــا.

إن ثقتى كاملة بأن لقائى بكم اليوم سيعطى دفعة إضافية لعلاقاتنا.. التي يسعدنى أنها شهدت على مدى العامين الماضيين نموا مستمرا ونقلة نوعية حقيقية.. نسعى للبناء عليها لترسيخ شراكتنا في المستقبل.. خاصة في ظل المواقف الشجاعة التي اتخذتها روسيا بقيادتكم لدعم خيارات الشعب المصرى.. في وقت واجه فيه وطننا تحديات جسيمة وغير مسبوقة.
لقد تناولت والرئيس "بوتين" خلال لقائنا اليوم مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين.. حيث أكدنا العلاقات السياسية الراسخة بين الدولتين.. وتباحثنا في الخطوات العملية والفعالة التي يمكن اتخاذها لتعزيز التعاون المصرى / الروسى في كل المجالات.

كما أكدت وفخامة الرئيس "بوتين" خلال مباحثاتنا.. الاستمرار في زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.. كركيزة أساسية لعلاقات إستراتيجية طويلة المدى بين مصر وروسيا..
وقد أبديت لفخامة الرئيس "بوتين" في هذا الصدد ارتياحى للتقدم الذي أحرزناه بالفعل على هذا الصعيد في الفترة الأخيرة.. بفضل التزام الطرفين بالعمل سويا.. نحو تفعيل آليات التعاون المشترك على مختلف المستويات.. وأعتقد أن المستقبل يحمل فرصا كبيرة وواعدة.. حيث نتطلع للبدء في الخطوات العملية لإقامة المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس.. في إطار تصور واضح لتنفيذ استثمارات طموحة.. وزيادة حجم التبادل التجارى بين الجانبين.

وفى ذات الإطار.. فقد حقق عملنا المشترك في الشهور الماضية تقدما ملموسا.. فيما يتعلق بمسار التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.. حيث نتطلع للاستفادة من الخبرة الروسية الكبيرة في هذا المجال الحيوى.. وقد شملت مداولاتنا كذلك عددا آخر من المجالات المهمة.. التي نتطلع لأن يشهد التعاون المشترك فيها نقلة كبيرة خلال الفترة القادمة.. وستتم متابعتها باستفاضة خلال اجتماعات الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى بين البلدين.. التي ستستضيفها مصر قبل نهاية العام الجارى.

كما تطرقت مناقشاتنا إلى مختلف الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. وقد أسعدنى في هذا الإطار ما لمسته من تلاق كبير في المصالح والرؤى حيال هذه القضايا.. فقد ركزنا في هذا الصدد بشكل خاص.. على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف.. وأكدنا محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.. وضرورة حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة.. وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القـدس الشرقيــة.. وبحثنا كذلك الوضع في العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية.. بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب الذي يهددنا جميعا.. وهى الظاهرة التي اتفقنا في الرؤى على ارتباطها باستمرار هذه البؤر المتوترة في منطقة الشرق الأوسط.. بما يملى علينا تكثيف التشاور والتعاون بيننا.. لإيجاد حلول جذرية للأزمات في المنطقة.. بشكل يضمن وحدة وسلامة أراضى دولها واستعادة أمنها واستقرارها.
فخامة الرئيس،

أود أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب لكم عن الشكر للحضور البارز لروسيا في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.. ممثلًا في رئيس الوزراء الروسى.. وهو ما لقي تقديرا مصريا كبيرا على المستويين الرسمى والشعبى.. واسمحوا لى فخامة الرئيس.. بأن أعرب عن خالص الشكر والتقدير على إهدائكم القطعة البحرية الروسية.. التي شاركت في حفل افتتاح القناة.. وهى لفتة عميقة المغزى تلقاها المصريون كدليل على عمق ومتانة علاقات الود والصداقة بين شعبينا وبلدينا.

ولن يفوتنى أن أعرب عن الارتياح لما حققناه خلال الفترة الماضية.. لتفعيل وتعزيز التعاون العسكري بين مصر وروسيا.. سواء في مجال التسليح أو التدريب وتبادل الخبرات بين المؤسستين العسكريتين.. وإننى أتطلع إلى استمرار وتيرة هذا التعاون البناء وتطوير آلياته.. في إطار حرصنا المشترك على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز السلم والأمن الدوليين.

وختامًا، أكرر شكرى لفخامة الرئيس "بوتين" وللشعب الروسى الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.. وأؤكد أن مصر وروسيا قد برهنتا في الآونة الأخيرة على عزمهما الأكيد لترسيخ علاقات إستراتيجية ثابتة.. قوامها التقارب السياسي والفكرى.. وتلاقى الأهداف والمصالح والإرث التاريخى من التعاون القائم على الصداقة والاحترام المتبادل.. وهو الأمر الذي تعتز به مصر كثيرا.. وأتطلع يا فخامة الرئيس للعمل الوثيق معكم من أجل البناء عليه.. لتطوير وتعظيم علاقاتنا في المستقبل. وشكرًا.
الجريدة الرسمية