رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل جلسة المباحثات بين «السيسي وبوتين» بالكرملين.. الرئيس الروسي يشيد بإنجاز قناة السويس.. إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر وصندوق استثماري مشترك يضم الإمارات.. ويؤكدان على ضرورة دعم التعا

 جلسة المباحثات بين
جلسة المباحثات بين «السيسي وبوتين»

توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر اليوم الأربعاء، إلى الكرملين حيث التقى بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في جلسة مباحثات ثنائية دامت لأكثر من ساعتين، واستغرقت أكثر من ضعف الوقت المحدد لها، ثم تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين.


وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس بوتين رحب بالرئيس، مؤكدًا على أهمية الزخم السياسي الناتج عن الزيارات المتبادلة بين البلدين، ولا سيما على مستوى القمة، وانعكاساتها الإيجابية على تطور العلاقات الثنائية بينهما في مختلف المجالات.

بوتين يشيد بالقناة الجديدة
وأشاد الرئيس الروسي بافتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدًا على حكمة القيادة السياسية المصرية ورؤيتها الثاقبة إزاء مشروع القناة.

وأكد على دور مصر كدولة محورية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، وكركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن والاستقرار فيها، مشددًا على أن العلاقات بين البلدين ستشهد المزيد من النمو والتطور خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد على عمق العلاقات الإستراتيجية والتاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، وأهمية استثمار المرحلة الراهنة لدفع العلاقات إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا واستشراف مجالات جديدة للتعاون بما يحقق الآمال المرجوة التي يطمح إليها الشعبان.

كما وجّه السيسي الشكر للرئيس الروسي على المشاركة رفيعة المستوى لروسيا في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ممثلةً في رئيس الوزراء الروسي.

مكافحة الإرهاب
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس الروسي على الدور المحوري الذي تقوم به مصر لدحر الإرهاب والحيلولة دون انتشاره، منوهاَ إلى أن بلاده تساند مصر بشكل كامل وتدعم جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب.

وتوافقت رؤى الرئيسين على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب لاسيما في ضوء انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العديد من مناطق العالم.

وعلى الصعيد الثنائي، ذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس بوتين أشاد بنمو معدلات التبادل التجاري بين البلدين، والتي زادت بنسبة 86% خلال عام 2014، مشيرًا إلى أن تراجع هذه المعدلات قليلًا في الآونة الأخيرة إنما يُعزى إلى التقلبات التي يشهدها سعر صرف العملة الروسية.

قطاعا السياحة والبترول
وذكر الرئيس الروسي أن قطاع السياحة يحتل مكانة متقدمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث زادت السياحة الروسية الوافدة إلى مصر بنسبة 35% خلال عام 2014 لتستقر عند ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح، مشيرًا إلى أهمية افتتاح القنصلية الروسية في الغردقة.

وأضاف "بوتين" أن هناك العديد من أوجه التعاون الثنائي التي تحقق تقدمًا ومن بينها التعاون في قطاع البترول، فضلًا عن مساهمة روسيا في توفير 40% من احتياجات مصر من القمح، مؤكدًا رغبة بلاده في المساهمة في مشروع إنشاء المركز اللوجيستي العالمي لتخزين وتداول وتجارة الحبوب الذي سيُقام في دمياط، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس منوها إلى الإجراءات التي تتخذها لتوفير مناخ جاذب للاستثمار.

منطقة صناعية روسية في مصر
كما تباحث الرئيسان بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، ومناقشة أفضل المناطق المطروحة لإقامتها، وتم الاتفاق على إرسال وفد روسي إلى مصر لبحث أفضل سبل تنفيذ هذا المشروع الذي سيكون له العديد من الانعكاسات الإيجابية التي ستساهم في المزيد من دفع العلاقات قدمًا بين البلدين.

وتوافقت رؤى الرئيسين على مواصلة التشاور والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومن بينها إنتاج الكهرباء.

التعاون العسكري
وأكد الزعيمان التزامهما بدعم التعاون العسكري بين البلدين على كافة الأصعدة بما يحقق أعظم استفادة ممكنة للطرفين، كما أشادا بالتعاون العسكري الثنائي في مجال التدريب والمناورات المشتركة بين القوات المسلحة للبلدين.

وقد أكد السيد الرئيس أن تاريخ التعاون العسكري بين البلدين يمثل دعمًا كبيرًا لتطوير التعاون بينهما في هذا المجال.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس بوتين أكد دعم بلاده لطلب مصر إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأوراسي التي تشمل روسيا وأرمينيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزيا.

صندوق استثماري مشترك
كما تم الاتفاق على اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين كل من مصر وروسيا والإمارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر.

القضايا الإقليمية
وعلى الصعيد الإقليمي، ذكر السفير علاء يوسف أنه تم التباحث في عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي اتفق الرئيسان على أهمية تسويتها وإنهاء حالة الجمود الراهن الذي يخيم على جهود تحقيق السلام وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية.

كما تناولت المباحثات مستجدات الأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث عكست المباحثات توافقًا في الرؤى حول أهمية الحل السياسي لهذه الأزمات بما يصون مقدرات شعوبها ويحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول.
الجريدة الرسمية