رئيس التحرير
عصام كامل

صحف ألمانية: تعامل أوربا مع اللاجئين «عار»

فيتو

بنقد لاذع تناولت عدة صحف ألمانية طريقة التعامل مع اللاجئين في أوربا. وعلى وجه الخصوص أدانت الصحف الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا، منتقدة الساسة الألمان في تأخرهم في معالجة الفكر اليميني المتطرف.

كتب صحفي من جريدة "بيلد" الواسعة الانتشار تعليقا عن رحلة له مع لاجئين سوريين يقول: "لمدة اثني عشر يوما رافقت خمسة سوريين فارّين إلى ألمانيا. وكثيرا ما خجلت من نفسي، لأن فرأس المثقف جدا وأفضل طالب في جامعته في حلب كان يسألني: لماذا تعاملنا أوربا هكذا على حدودها؟ لماذا لا يسمحون لنا نحن لاجئي الحرب بالدخول؟ لماذا علينا أن ندفع للمهربين ولا يوجد لنا حقوق؟ فرأس على حق: لا يوجد تفسير لمعاناة اللاجئين على حدود أوربا. هذا عار!"

أما صحيفة براونشفايغر تسايتونغ، فتناولت ردود فعل القادة السياسيين الألمان على الاعتداءات ضد اللاجئين:

"تتحدث المستشارة أنغيلا ميركل عن "حناجر مخمورة" ونائبها سيغمار غابرييل عن "عصابة" ورئيس البرلمان نوربرت لأمرت عن "عار". بهذا الوضوح والموقف السليم ينأى قادة ألمانيا بأنفسهم عن أعمال الشغب التي ارتكبها اليمين المتطرف مؤخرا، لكن هذا الموقف يأتي بعد فوات الأوان. الخلفية الفكرية لمشعلي الحرائق المتعمدة لا يأتون من صفوف حركة "بيغيدا" فقط، التي انطلقت من مدينة دريسدن بالتظاهر ضد أسلمة أوربا. اليوم يرمون الحجارة والزجاجات ويهاجمون رجال الشرطة ويهتفون: نحن الشعب. لم تنجح بيغيدا بإثارة نقاش حول دوافع الهجرة. إذ وبسبب كثرة خلافاتها الداخلية لم تكن الحركة قادرة ولا راغبة بذلك. والأسوأ هو: أن السياسة سمحت بحدوث كل ذلك".

أما صحيفة نويه أوزنابروكر تسايتوننغ، فكتبت تقول:

"آلاف اللاجئين يفرون من العنف والحرب في أوطانهم ويقابلون بالعنف في ألمانيا. وهذا لم يعد مقبولًا. نقابة الشرطة تطالب الآن بفرض مناطق عازلة حول مراكز إيواء اللاجئين، وقد رفض وزير العدل الألماني هايكو ماس هذا الطلب عن حق. فمثل هذه المناطق الأمنية تفرض فقط في حال الضرورة ولمنع تفاقم الأمور. إن عزل مراكز إيواء اللاجئين من الأساس، سيزيد في عزلهم عن المجتمع ويحول دون اندماجهم فيه".

وكتبت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ تقول:

"من السهل المطالبة بالتركيز أساسا على مكافحة أسباب الهجرة. ألمانيا تفعل هذا منذ مدة – لكن متى ستؤتي هذه السياسة أُكلها؟ الاقتراحات غير المريحة تبدو مختلفة ولا تحظى بشعبية. لأن هدفها هو ردع، من يعتبرون أنفسهم لاجئين، عن مغادرة أوطانهم أو أن يلجأوا إلى أماكن أخرى غير ألمانيا. ومن الوهم الاعتقاد أن يؤدي هذا الاقتراح أو ذاك وبين عشية وضحاها لأن نستطيع إغلاق مراكز إيواء الاجئين. سيتوجب على ألمانيا تحضير نفسها لهجرة تفوق ما عرفته (ألمانيا) في تاريخها الحديث".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية