كتاب «الهولوكوست والنكبة» يثير جدلا في إسرائيل.. اليمين المتطرف يرفض المقارنة ويعتبر «النكبة» هزيمة لأعداء الاحتلال.. ومعهد صهيوني: محاولة لفهم الروح والعقلية لدى الطرفين

ويعقد الكتاب مقارنة بين الهولوكوست والنكبة ليس لأنها أحداث متطابقة أو حتى تشبه بعضها البعض، وإنما لأن كليهما حدثان صادمان، ومشكلان للهوية بحسب الاحتلال، نظرًا لأن النكبة والهولوكوست على حد سواء شكلا مصير وهوية الشعبين.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أنه سيعقد ندوة بعد أسبوعين بمناسبة إصدار الكتاب الجديد في معهد فان لير الإسرائيلى.

وأثارت المقارنة استياءً كبيرًا في المنظومة السياسية والاجتماعية في إسرائيل، وأرسلت حركات يمينية متطرفة رسائل للكاتب لإلغاء الندوة.

وجاء في الرسائل: «نحن نرى خطورة كبيرة وصدمة لا مثيل لهما في المقارنة غير المنطقية بين الهولوكوست في أوربا، حيث حرق اليهود خلال ذلك حتى الموت، أطلق النار عليهم ودفن ملايين اليهود أحياء دون سبب، وبين هزيمة أعداء إسرائيل في حرب 1948 التي تسمى بالعربية النكبة».

ذاكرة الكتاب

وقال معهد فان لير إن المعهد لا يقارن بين الهولوكوست والنكبة، وإنما بين ذاكرة الهولوكوست وذاكرة النكبة، مضيفًا: «الكتاب الذي نناقشه يعرض مجموعة متنوعة من الآراء التي يعتبر بعضها نقديا جدا تجاه الفلسطينيين».

عقلية الطرفين

وتابع المعهد: «ولا نفكر للحظة أن نعطي شرعية لشيء ما، السؤال هو كيف تصرف شعبان مختلفان مع صدمتين مهمتين ومحددتين بالنسبة لهما، ليس هناك في ذلك أي قصد سياسي، وإنما محاولة لفهم الروح والعقلية لدى كلا الطرفين».

وتدعى إسرائيل أن الهولوكوست هي ذكرى لمقتل ستة ملايين يهودي، في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين والمتعاونين معهم.

واستغلت إسرائيل هذه الأكذوبة على نطاق واسع كوسيلة للابتزاز، والكسب السياسي والمادي، وقاموا بتضخيم وتهويل الموضوع، مستخدمين أحقر أنواع الإرهاب الفكري والجسدي ضد كل من تصدى لأساطيرهم وأكاذيبهم التاريخية.

تضليل العالم

والدليل على تضليل الصهاينة للعالم هي شهادات اليهود أنفسهم، حيث يقول الكاتب اليهودي نورمان فنكلشتاين المعروف بمناهضته للصهيونية في كتابه «صناعة الهولوكست تأملات في استغلال المعاناة اليهودية» إنه مع نمو صناعة الهولوكوست، أخذ المنتفعون من هذه الصناعة يتلاعبون في أرقام الناجين، وذلك بغرض المطالبة بمزيد من التعويضات، وبدأ الكثيرون يتقمصون دور الضحية.

طرد الشعب الفلسطيني

أما النكبة فهى مصطلح فلسطيني يرمز إلى التهجير القسري الجماعي للفلسطينيين عام 1948م وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة دولة الاحتلال «إسرائيل».

وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية.