رئيس التحرير
عصام كامل

خسائر أزمة أمناء الشرطة! «2»


الاهتزاز هو ثاني خسارة لحقت بالدولة كلها وليست وزارة الداخلية وحدها لأزمة أمناء الشرطة.. لقد كشرت الشرطة في بداية الأزمة عن أسنانها والأخطر سكتت أو ربما رحبت باندفاع بعض الإعلاميين باتهام ما قام به أمناء الشرطة بأنه كان من تحريض الإخوان، بل واتهام بعض من تصدروا اعتصامهم الذين تسميه الداخلية وقفة احتجاجية بأنهم على صلة بالإخوان، ولكن عندما اشتدت الأزمة سارعت وزارة الداخلية لتقديم الوعود لأمناء الشرطة المعتصمين بدراسة مطالبهم وذلك للاستجابة لنحو ٢٥٪ منها على الأقل، واقترن ذلك بالإشادة بأمناء الشرطة.

فهل هناك اهتزاز أكثر من ذلك؟!.. موقفان متناقضان تماما لوزارة الداخلية تجاه أزمة واحدة.. موقف تكشر فيه عن أنيابها وتقبل بالهجوم على أمناء الشرطة المعتصمين، وموقف آخر تهادن وتشيد فيه بالانتماء الوطني لهؤلاء!.. وبالتأكيد هذا يأكل من مصداقية الشرطة أمام الرأي العام، بل إنه يأكل من مصداقية الحكومة كلها ويظهر كل منهما بممارسة التخبط في مواجهة الأزمات وافتقاد الرؤية كلها أو على الأقل إدارتها إذا تعذر الحل بشكل عاجل أو الآن.
وتعالوا نتخيل إذا ما نشبت أزمة أخرى في مكان آخر غير الشرطة.. أن الحكومة سوف تفتقد بالطبع وقتها مساندة الرأي العام الذي ثارت في صدره شكوكا ليست بالقليلة في قدرة الحكومة على مواجهة الأزمات بما فعلته الداخلية ومعها الحكومة في أزمة أمناء الشرطة، خاصة وأن هذه الأزمة لم تحل بعد وتم تأجيلها حتى يوم الخامس من سبتمبر، أي لبضعة أيام قليلة.
الجريدة الرسمية