رئيس التحرير
عصام كامل

«تمرد الإمام».. كلمة أسامة الأزهري تشعل غضب الطيب.. و«عبدالسلام» مستشار الإمام الأكبر سر الأزمة.. شيخ الأزهر هدد بالانسحاب من مؤتمر الفتوى فخالف المفتى تعليمات الرئيس

فيتو

الرئيس يريد بأقصى سرعة ممكنة الانتهاء من ملف "تجديد الخطاب الدينى".. الرئيس يتحرك وفقا لـ"أبجديات السياسة"، العمل المؤسسي، سياسة "الإنجاز" عنوان القرارات والخطوات التي يتخذها، على الجانب الآخر، المشهد على أرض الواقع من الممكن ألا يكون في "جانب الرئيس"، من يرى الأمر غير من يسمعه.. من عايش التجربة لسنوات طويلة، يمتلك أسبابا وأسبابا لا تتوافر لدى الوافد الجديد.


هكذا تسير الأمور بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الأول يتخذ خطوات سريعة في طريق "التجديد" في الوقت الذي يلتزم فيه الثانى بسياسة "في التأنى السلامة"، ويبدو أن الإثنين لا توجد بينهما "حلقة وصل" أو شخصية عاقلة تعمل على تقريب وجهات النظر، وإلا ما كانت الأزمات بين الرئيس والإمام دائما تظهر في العلن وتتعالى الهمسات حول تفاصيلها داخل المشيخة، وفى أروقة وردهات رئاسة الجمهورية.

منتصف الأسبوع الماضى، كان الإمام الأكبر على موعد مع أزمة جديدة، من الممكن أن تساهم بشكل كبير في "تعكير" صفو العلاقة التي تربطه والرئيس، وتحديدا قبل أيام قليلة من بدء المؤتمر العالمى للفتوى، الذي عقد منتصف الأسبوع الماضى تحت عنوان "إشكاليات الواقع.. وآفاق المستقبل"، تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبحضور شخصيات من 52 دولة حول العالم، ووافق "الطيب" على حضور المؤتمر وإلقاء كلمة به.

الأزمة بدأت تحديدا عندما اتضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بأن يقوم الدكتور أسامة الأزهرى، عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، بإلقاء كلمة افتتاح المؤتمر، وهو الأمر الذي أغضب الإمام الأكبر، لدرجة تهديده بمقاطعة المؤتمر، وإنابة أحد معاونيه للحضور ممثلا عن مشيخة الأزهر، وإلا تقوم دار الإفتاء بتعديل "برنامج المؤتمر" ومنح "الطيب" حق إلقاء كلمته الرئيسية وأيضا الجلوس على المنصة مع كبار المدعوين.

من جانبها، لم تجد دار الإفتاء بدا من الرضوخ لطلبات شيخ الأزهر، وبالفعل قررت تعديل برنامج الجلسة الافتتاحية، لعدم تعرض المؤتمر للفشل، أو تنفيذ الإمام الأكبر تهديده بعدم الحضور، الأمر الذي سيؤثر على نجاحه، بدعوى عدم حضور الطيب الذي يجلس على قمة الهرم الدينى في العالم.

وأصدرت دار الإفتاء بيان تعديل الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها العالمى للفتوى، أكدت فيه إلقاء الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الكلمة الرئيسية، دون توضيح أسباب التعديل، كما استجاب الدكتور أسامة الأزهرى، عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية لبرنامج الإفتاء المعدل، ووافق على عدم تخصيص كلمة له، خوفا على سمعة المؤتمر، ورفض التعليق على الأمر من قريب أو بعيد، مشددا على أن الأمر عادى بالنسبة له.

في الوقت نفسه علمت "فيتو"، من مصادر مطلعة بالأزهر الشريف، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، هدد بعدم حضور المؤتمر العالى للفتوى، بإيعاز من مستشاره الدستورى والقانونى محمد عبد السلام، لتفويت الفرصة على الدكتور أسامة الأزهرى عضو الهيئة الاستشارية للرئيس، للظهور في هذا المؤتمر الدولى، والحصول على ثقل خارجى مثل الذي يحظى به في الداخل.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية