رئيس التحرير
عصام كامل

جذب أم طرد المستثمرين!!


لا أتذكر أنني قابلت في حياتي المهندس صفوان ثابت صاحب شركات جهينة ولا رجل الأعمال محمد فريد خميس صاحب شركات النساجون الشرقيون، ولكن ما حدث معهما مؤخرا يطرح سؤالا مهما هل الدولة تريد استثمارا أم لا تريد؟ هل تريد جذب مستثمرين جددا أم طرد المستثمرين الحاليين؟ إذا كانت لا تريد فلماذا يجهد الرئيس السيسي نفسه في زيارات خارجية لجذب استثمارات جديدة وكذلك إقامة مشروعات قومية كبرى وصغرى وإصدار قانون الاستثمار الجديد لتهيئة مناخ الاستثمار وقانون الخدمة المدنية الجديد لإصلاح الجهاز الإداري في الدولة من الفساد الذي يعوق الاستثمار والإصلاح الاقتصادي.


هل ما حدث مع صفوان وخميس كان حتميا وضروريا؟ أم أنه كان من الممكن علاجه في الغرف المغلقة بعيدا عن الإعلام؟ يقولون إن صفوان كان ينتمي أو يدعم الإخوان، إذا كان الأمر كذلك لماذا تم استثناء بعض شركاته من التحفظ عليها؟ وإذا كان ينتمى ويدعم وتراجع فلماذا لا نفتح باب التوبة؟ هل ما فعله صفوان ثابت يستحق الإجراء الذي اتخذ ضده؟ ويتناسب مع حجم الضرر الذي سوف يقع على مصر داخليا وخارجيا؟ وهل ما فعله صفوان ثابت أبشع مما فعله الجنس الأبيض في الأسود بجنوب أفريقيا؟ أين تسامح مانديلا والذي بنى دولة عظيمة في الاقتصاد والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؟ إذا كان صفوان متورطا في التحريض على العنف أو ارتكابه فليحاكم عليه جنائيا حتى لو كان الجزاء حبل المشنقة؟ أم إذا كانت تهمته لا تستحق كل هذه الضجة أو كانت تصفية حسابات شخصية فإنه يجب إعدام الذين اغتالوه معنويا واغتالوا معه سمعة مصر دوليا؟

أما ما حدث مع محمد فريد خميس يثير الضحك والبكاء في نفس الوقت، اتهامه بالاحتكار، رجل لديه أكثر من 22 ألف عامل في 17 مصنعا داخل مصر وينتج أجود أنواع السجاد والموكيت للسوق المحلي والتصدير الخارجي، كما لديه مصانع خارج مصر، والله لو كان الأمر بيدي كنت أعطيته أيضا مصانع القطاع العام الفاشلة ليحتكرها والتي تم بيعها لمستثمرين أجانب أفشلوها أكثر، إذا كان محمد فريد خميس محتكرا، فماذا عن محتكري غذاء المصريين؟

وماذا عن محتكري الأسمدة والبذور والتقاوي عصب الإنتاج الزراعي غذاء الشعب، وماذا عن الشركات الأجنبية التي تحتكر كثيرا من السلع والخدمات؟ أم أنه حلال للأجانب؟ الذين يتخذون مثل هذه القرارات يعلمون جيدا أن تأثيرها سيئ جدا على الاقتصاد والاستثمار وأنها تؤثر سلبا على سمعة مصر الدولية فنحن لسنا منعزلين عن العالم، وهناك أعداء كثيرون يتربصون بمصر ويريدون لها الهلاك والدمار هؤلاء يروجون حتى الأكاذيب والشائعات فلماذا نعطيهم السكين الذي يذبحوننا به، رئيس الوزراء في جولاته في قرى مصر يعد المواطنين بحل كل مشاكلهم، من أين يأتي بالأموال لإقامة كل هذه المشروعات التي يتحدث عنها رئيس الوزراء؟ من القروض أم من الاستثمار؟كيف يمكن القضاء على الفقر والجهل والبطالة بالقروض أم بالاستثمار؟ هل سوف نظل كثيرا نعتمد على قروض ومنح الدول العربية والتي بدأت ترفع يديها عنا؟ لابد من الاعتماد على أنفسنا واستغلال مقوماتنا الاقتصادية الكثيرة والمتنوعة وهذا لن يأتي إلا بتشجيع الاستثمار ولكن مع حكومة تشجع المستثمر وتحمله على الأعناق.
الجريدة الرسمية