عاش لبنان وعاشت تظاهراته!
فلتستمر التظاهرات في لبنان الحبيب..فليستمر الغضب..هذه أنضج تظاهرات تتم في دولة عربية على الإطلاق في السنوات الأخيرة بعد ثورة يونيو في مصر وأكثرها وعيا وأكثرها إيجابية..صحيح يتخوف البعض من انزلاق لبنان إلى ما سبقه إليه دول عربية أخرى.. وصحيح نجد "هيومان رايتس" على الخط وبما يعني أن أمريكا وإسرائيل على الخط..وصحيح أن مئات الجرحي أصيبوا الأيام الماضية والدم اللبناني الغالي صار في الشوارع والميادين..وصحيح النيران الكبيرة قريبة من البلد الصغير الجميل..وصحيح يمكن أن يكون ما يجري بروفة لما هو أخطر..لكن لحظة..
كل ذلك شىء..وإيجابيات ما يجري شىء آخر..ها هي تظاهرات في لبنان على غير أسس طائفية..ها هي-أخيرا-تظاهرات في لبنان بغير مبررات طائفية..ها هي تظاهرات في لبنان بغير نزعة طائفية..ها هي تظاهرات في لبنان يقف فيها السني مع الشيعي والدرزي مع الماروني والكلداني مع الروم الكاثوليكي..ها هي اللبنانية المحجبة تقف مع اللبنانية غير المحجبة يدا بيد لمطالب وطنية..ها هم شباب لبنان يكسرون حواجز الطائفية يجرفونها في طريقهم لهدف وطني عام..ها هو الجيل الجديد يذوب في أزمة وطنية حقيقية لتنصهر كل الخلافات ويحتضن الشيعي السني ليحميه من هراوات الأمن ويسرع الدرزي بالماروني إلى سيارة الإسعاف لنجدته بينما يهاجم الأمن الجميع فيزيدهم تماسكا وصلابة ووعيا بأن مستقبلهم واحد ووطنهم واحد ومشاكلهم واحدة !
هذا الجيل الجديد الذي أثبت وعيه بالشأن العام وليس بالموضة والأزياء والترفيه فقط كما يشيعون عنه سيمزق يوما الدستور الطائفي وسيهزم عقد الطائفية كلها وسيبني لبنان الموحد الواحد الذي يتسع للجميع على أسس ديمقراطية مدنية لينسف تخلف ورجعية الانتماء الطائفي وإلي الأبد!
لبنان اليوم آمن بشبابه..هذه أفضل تظاهرات لدول المنطقة وأكثرها أملا..ولذلك هي الأكثر خطرا على أعداء لبنان المتربصين به واختراقها وتوجيهها سيظل هدفا للانقضاض على لبنان نفسه وما حوله.. هذا هو ما يجب أن يدركه قادة الشباب هناك وفورا..لتبقي في قمة وعيهم وليخرجوا بتظاهراتهم ضد حكومة تمام سلام بسلام..حكومة لم توف بيمينها الذي أقسمت عليه ولا بما يستحقه لبنان وشعبه..
عاش شباب لبنان وعلي الجميع دعمه وتشجيعه ونصحه والفخر به وإدراك قيمة وأهمية ما يجري..عاش لبنان العربي الحبيب !