قبل أن تفتر الهمة
يعتبر إنشاء قناة السويس الجديدة بهذا الإتقان، وفي هذه الفترة الزمنية القياسية، إنجازًا للمؤسسة العسكرية المصرية.. والمطلوب أن تنتقل هذه الروح، تخطيطًا وإدارة وهمة وعزمًا وانضباطًا، إلى باقي مؤسسات الدولة.. لذا قبل أن تفتر الهمة، ويخفت الضوء الذي لمع في حياة المصريين يوم افتتاح القناة، نريد استثمار الفرحة والبهجة التي علت وجوههم، والثقة بالنفس التي ملأت قلوبهم، باقتحام مشروعات قومية في التعليم، والصحة، والزراعة، والصناعة، والإسكان، والنقل والمواصلات.. إلخ.
في تصوري، تكمن البداية في إعادة تشكيل وصياغة العقل المصري، وتحريره من كل ما علق به من خرافة، وسطحية، وطفولية، وتفاهة، وعشوائية، وارتجالية، وإسفاف، ونظرة محدودة ضيقة.. إلخ.. هذا هو الطريق الصحيح لاكتساب الوعي والإدراك والفهم الذي يبني ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، يتقدم ولا يتأخر، ينتصر ولا ينكسر، وهكذا..
وهذا يتطلب خطة ممنهجة، يضعها فريق من أهل العلم والاختصاص في الفكر، والثقافة، والتاريخ، والسياسة، والاجتماع، والتخطيط، والإدارة، والتنمية البشرية.. وبعد المناقشة والاعتماد، يتم طرحها للتنفيذ على مستوى كل الوزارات، فضلا عن التوعية على المستوى المجتمعي العام من خلال وزارات الإعلام والثقافة والأوقاف..
نحن نريد عقولا تعي جيدًا أن العلم (بمفهومه الشامل)، منهجًا وبحثًا وتخطيطًا وإدارة ومتابعة، هو طريق النهوض والتقدم، وأن الجهل هو سبب التخلف.. نريد عقولا تفهم بشكل واضح ما هو مطلوب منها على وجه التحديد، وما هي أولوياتها في هذه المرحلة أو تلك، لا تحبس نفسها في ماض، مهما كان عظيما، بل تعيش حاضرها، وتستشرف مستقبلها..
نحتاج عقولا تدرك جيدًا أن العمل عبادة، وأن الله تعالى يحب عباده الذين يتقنون عملهم، وأن هناك من الذنوب والآثام ما لا يكفر عنها صلاة أو صيام، وإنما السعي وراء الرزق، كما جاء في الحديث.. نريد عقولا تعي أن السلبية تهدر طاقات الأمة وتعوقها عن بلوغ الآمال، وأن الإيجابية والأخذ بزمام المبادرة واقتحام الصعاب، هي أساس الظفر والانتصار.
نريد عقولا تدرك أن التخطيط لأي عمل هو أمر حتمي، وبدونه تصبح الحياة في كل مناحيها عشوائية وارتجالية، وهو ما يؤدي إلى العجز والفشل والشلل.. نريد عقولا تدرك أن الوحدة هي السبيل إلى القوة، وأن التفرق والتشرذم هو عنوان الضعف.. ومن هنا يجب أن تكون المواطنة والتعايش بين فئات وشرائح المجتمع المختلفة هي القيمة الكبرى التي تظللنا.. نحتاج عقولا تدرك ما يراد بالأمة من مخططات، وما يحاك لها من مؤامرات - خارجية وداخلية - تستهدف أمنها واستقرارها وسلامتها، فتأخذ حذرها وتحتاط لها..
نريد عقولا تفهم أن الأنانية تسلب المجتمع أهم مقوماته، من تماسك وتعاون وتعاطف وتراحم، فضلا عن أنها تزرع الأحقاد والكراهية بين جنباته.. للأسف، أصبح الذين يعملون للصالح العام استثناء، والذين يعملون للمصالح الذاتية يمثلون القاعدة.. ومن ثم بديهي أن يتصادم الجميع..
أعتقد أن من النتائج السلبية لثورة ٢٥ يناير، أنها جعلت كل فرد فينا يتصور أن له الحق في أن يفعل ما يريد، ولو على حساب الآخرين.. بمعنى آخر، برزت المصلحة الخاصة، وتوارت المصلحة العامة.. أعلم أن هذا ينسجم مع الطبيعة البشرية على امتداد الزمان والمكان؛ إذ من الملاحظ عند الشدة وفي أوقات الأزمات، عادة ما يكون سلوك الجماعة البشرية - بشكل عام - راقيا وحضاريا.. وعندما تنتهي الشدة وتزول الأزمة، تبدأ المصالح الفردية والفئوية في الظهور والبروز، وتعود "ريمة - كما يقال - إلى عادتها".
نريد عقولا تفهم جيدًا أن الانفلات القيمي والأخلاقي، ليس مفسدة فحسب، وإنما ضياع وتدهور وانهيار على المستوى المجتمعي العام.. ولا ننسى ما قاله شوقي في هذا الصدد "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا"..
نحتاج عقولا تعي أن الاستسلام للشائعات هادم ومدمر لأي بناء، وأن عليها أن تتأكد مما يقال، وأن ترد الأمر إلى أهله.. نريد عقولًا تدرك أن احترام سيادة القانون هو حجر الزاوية في حياة أي مجتمع؛ وذلك لإقامة العدل والأمن والاستقرار بين الناس.
نحن نريد عقولا تعي جيدًا أن العلم (بمفهومه الشامل)، منهجًا وبحثًا وتخطيطًا وإدارة ومتابعة، هو طريق النهوض والتقدم، وأن الجهل هو سبب التخلف.. نريد عقولا تفهم بشكل واضح ما هو مطلوب منها على وجه التحديد، وما هي أولوياتها في هذه المرحلة أو تلك، لا تحبس نفسها في ماض، مهما كان عظيما، بل تعيش حاضرها، وتستشرف مستقبلها..
نحتاج عقولا تدرك جيدًا أن العمل عبادة، وأن الله تعالى يحب عباده الذين يتقنون عملهم، وأن هناك من الذنوب والآثام ما لا يكفر عنها صلاة أو صيام، وإنما السعي وراء الرزق، كما جاء في الحديث.. نريد عقولا تعي أن السلبية تهدر طاقات الأمة وتعوقها عن بلوغ الآمال، وأن الإيجابية والأخذ بزمام المبادرة واقتحام الصعاب، هي أساس الظفر والانتصار.
نريد عقولا تدرك أن التخطيط لأي عمل هو أمر حتمي، وبدونه تصبح الحياة في كل مناحيها عشوائية وارتجالية، وهو ما يؤدي إلى العجز والفشل والشلل.. نريد عقولا تدرك أن الوحدة هي السبيل إلى القوة، وأن التفرق والتشرذم هو عنوان الضعف.. ومن هنا يجب أن تكون المواطنة والتعايش بين فئات وشرائح المجتمع المختلفة هي القيمة الكبرى التي تظللنا.. نحتاج عقولا تدرك ما يراد بالأمة من مخططات، وما يحاك لها من مؤامرات - خارجية وداخلية - تستهدف أمنها واستقرارها وسلامتها، فتأخذ حذرها وتحتاط لها..
نريد عقولا تفهم أن الأنانية تسلب المجتمع أهم مقوماته، من تماسك وتعاون وتعاطف وتراحم، فضلا عن أنها تزرع الأحقاد والكراهية بين جنباته.. للأسف، أصبح الذين يعملون للصالح العام استثناء، والذين يعملون للمصالح الذاتية يمثلون القاعدة.. ومن ثم بديهي أن يتصادم الجميع..
أعتقد أن من النتائج السلبية لثورة ٢٥ يناير، أنها جعلت كل فرد فينا يتصور أن له الحق في أن يفعل ما يريد، ولو على حساب الآخرين.. بمعنى آخر، برزت المصلحة الخاصة، وتوارت المصلحة العامة.. أعلم أن هذا ينسجم مع الطبيعة البشرية على امتداد الزمان والمكان؛ إذ من الملاحظ عند الشدة وفي أوقات الأزمات، عادة ما يكون سلوك الجماعة البشرية - بشكل عام - راقيا وحضاريا.. وعندما تنتهي الشدة وتزول الأزمة، تبدأ المصالح الفردية والفئوية في الظهور والبروز، وتعود "ريمة - كما يقال - إلى عادتها".
نريد عقولا تفهم جيدًا أن الانفلات القيمي والأخلاقي، ليس مفسدة فحسب، وإنما ضياع وتدهور وانهيار على المستوى المجتمعي العام.. ولا ننسى ما قاله شوقي في هذا الصدد "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا"..
نحتاج عقولا تعي أن الاستسلام للشائعات هادم ومدمر لأي بناء، وأن عليها أن تتأكد مما يقال، وأن ترد الأمر إلى أهله.. نريد عقولًا تدرك أن احترام سيادة القانون هو حجر الزاوية في حياة أي مجتمع؛ وذلك لإقامة العدل والأمن والاستقرار بين الناس.