رئيس التحرير
عصام كامل

وكلاء أمريكا يخرجون من الجحور!


رغم التحسن الملحوظ مؤخرا في العلاقات الرسمية بين مصر وأمريكا، إلا أن الملفت للانتباه تلك الحملة الإعلامية التي تعرضت لها الإدارة المصرية مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الغربية، وذلك بمناسبة إصدار قانون مكافحة الإرهاب، الذي تفوقه من الصرامة القوانين الأمريكية والأوربية في هذا الصدد.

وقد استثارت هذه الحملة الإعلامية الجائرة وغير الموضوعية، بعض الكتاب للرد عليها؛ لأنهم اعتبروها مؤشرا على احتمال حدوث انتكاسة في العلاقات الرسمية الأمريكية المصرية.

وهؤلاء الكتاب لهم كل الحق للتعبير عن انزعاجهم لهذه الحملة الإعلامية الأمريكية الغربية ضد الإدارة المصرية، خاصة أنها جاءت مصحوبة بمطالبة الإدارة الأمريكية باتخاذ مواقف عتابية ضد مصر.. غير أن ما يزعج أكثر هو اقتران هذه الحملة الأمريكية والغربية في الخارج ضد الإدارة المصرية، بعودة وكلاء أمريكا داخل مصر للمجاهرة، وأيضا بالهجوم في الداخل على الإدارة المصرية.. ومن يريد أن يتأكد من ذلك، عليه متابعة المواقع الإلكترونية الإخوانية التي تختص بكل كلمة نقد وهجوم على الإدارة المصرية؛ لأن الإخوان يرون أن ذلك يصب في مصلحتهم في نهاية المطاف، على غرار ما حدث قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ وبعده.

هنا يمكننا أن نستنتج أن ما يحدث حولنا سواء في الداخل أو في الخارج، هو مرتبط ببعضه وليس منفصلا عنه.. أي أن الأمر كله ممنهج، ويمضي في إطار خطة موضوعة، وأن هناك من يشرف على تنفيذ هذه الخطة.

إذن.. الأمر ليس نوعا من الشطط الصحفي أو الإعلامي، أو غياب المعايير المهنية الإعلامية أو الصحفية.. وبالتالي مهما قمنا بالرد على حملات الهجوم الجائرة في الخارج لن تتغير الأحوال؛ لأن هذا الهجوم ليس خطأ قابلا للتصحيح، إذا كشفنا عن الحقائق للإعلام الأمريكي والغربي.. ولذلك الأجدى والأهم هو اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية واللازمة لمواجهة هذا العمل الممنهج، الذي لا يستهدف فقط النيل من الإدارة المصرية المصرية أو ممارسة الضغوط عليها، وإنما يستهدف في الأساس كيان دولتنا الوطنية، وهو الدور المنوط بالتحضير له لوكلاء الأمريكان في الداخل.

لا بد من أكبر قدر من التماسك الوطني في مواجهة هذه المؤامرة.. وذلك سوف يتحقق بخطى أكبر لتحقيق العدالة الاجتماعية، وانحياز أكثر للأغلبية الساحقة من المصريين أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.
الجريدة الرسمية