رئيس التحرير
عصام كامل

واعتبرت الكلام على البرادعي ليه يا شادي يا غزالي؟!


تغريدة بسيطة من سطرين للفنان النجم خالد الصاوي، تناولناها في مقال الأمس هي والمعركة الدائرة منذئذ.. ونضطر لتذكير الناس بها وفيها يقول الصاوي: "للي مصدعنا على طول فلسفة في سياسة في أخلاق، ثم ينخرس مع كل جريمة إرهاب دون إدانة أو تحليل أو حتى غضب على الجميع، هو مناصر للإرهاب وخاين لبلده"!


انتهت التغريدة إلا أن الغزالي حرب - الصغير - والذين معه، اعتبروا أن الصاوي يقصد الدكتور محمد البرادعي، ومن هنا بدأت المعركة التي يقال إنها مشتعلة بكل صنوف الاشتعال على تويتر وغيره، وامتدت إلى دوائر خارج "السوشيال ميديا" بكاملها!

السؤال الآن الذي ربما يسأله الكثيرون: ما الذي دفع الغزالي حرب - الصغير - أن يفهم أو يفسر أن المقصود في التغريدة هو البرادعي؟.. أليس هناك كثيرون يصدعون رءوس المصريين فلسفة وسياسة وأحاديث عن الأخلاق ثم يصمتون عند الجد ولا نراهم عند أي هم كبير يصيب أهل مصر؟.. أليس هناك كثيرون يخرسون عند كل جريمة للإرهاب رغم دروس الوطنية التي نسمعها منهم ليل نهار ونهار وليل؟.. أم أنك - يا شادي -لا ترى ولم تر إلا انطباق هذه الأوصاف على الدكتور البرادعي؟.. ومن يا ترى عندئذ الذي يعتبر أهان البرادعي؟.. ومن الذي أنعم على سيادته بهذه الصفات؟.. أنت ومن معك أم الصاوي؟.. وما هو تعريف جنابكم لمن يصمت ويختفي كلما أصاب بلده وشعبه مكروه، بينما ينشد ليل نهار دروسا في فقه الهبل السياسي وأحكام الانتهازية؟!

للأسف هذا الزمن الأغبر قلب أشياء كثيرة.. حتى بات البعض فعلا يصف هؤلاء بالثوار.. يحترمونهم ويوقرونهم ويقدمونهم بهكذا تقديم هنا وهناك.. رغم أن العار يكلل رءوسهم بتهمة التطاول على جيش بلادهم يوما ما.. وهي تهمة لا تسقط بالتقادم.. ولا بالنسيان.. ولا بعدم حجة وجود نص في القانون.. إنها تهمة هتك عرض للانتماء الوطني.. وقد هتكوا أعراضهم بأنفسهم.. وهي مثل عود الكبريت.. مهما هتف بعدها كل منهم وأي منهم.. هؤلاء وقد ذهب الخجل إلى غير رجعة عن وجوههم، لا زالوا بكل أسى في المشهد العام.. ويصرون على فضح أنفسهم بأنفسهم كل حين.. لكن لعنة الوطن تطاردهم.. ولعنة الوطنيين ستطاردهم.. وستطردهم خارج المشهد.. خارج أي مشهد وخارج كل مشهد!!
الجريدة الرسمية