رئيس التحرير
عصام كامل

جدوى تجديد الخطاب الديني! «٥»


بعض رجال الدين عندما يتحدثون عن تجديد الخطاب الديني، يتحدثون في ذات الوقت في المقابل، عن مشكلة الإلحاد في مصر، وكأن الإلحاد صار مشكلة أو ظاهرة حقيقية في بلادنا.. صحيح هناك البعض يجاهر الآن بإلحاده، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الشباب، مثلما يجاهر البعض أيضا بالدعوة لممارسة الجنس الجماعي والعلني، لكن لا يمكن اعتبار الإلحاد قد صار مشكلة أو ظاهرة في بلادنا، تقابل مشكلة التطرف الديني التي يعاني منها مجتمعنا.


ولذلك فإنني أعتبر أن من يوازن بين مشكلة التطرف الديني ومشكلة الإلحاد، إنما يتهرب من مواجهة المشكلة الأساسية وهي مشكلة التطرف الديني، أي يتهرب من المواجهة الدينية والفكرية المهمة والضرورية والأساسية للإرهاب، ١٠٠ من الملحدين لا يمسكون السلاح ويجلبون المتفجرات، ولا يقتلون أو يفجرون، وإنما من يفعل ذلك هم الإرهابيون الذين كانوا قبل أن يمسكوا السلاح متطرفين دينيا.

وأنا هنا لا أقول بعدم التصدي للإلحاد وعلاجه، وإنما أقول إننا نخوض حربا ضد إرهاب أسود، هو الأكثر عنفا ووحشية، وكما يقول العسكريون: فإنه دوما في كل حرب، يكون هناك اتجاه للضربة الأساسية.. واتجاه هذه الضربة الأساسية في حرب الإرهاب هو ضد التطرف الديني.. هذا ما يتعين علينا أن نحتشد كلنا من أجله حكومة وشعبا، ومؤسسات ثقافية وتعليمية وإعلامية ودينية.. ولنستثمر أن لدينا رئيسًا متحمسا للمواجهة الشاملة الفكرية والثقافية والدينية والتعليمية للتطرف الديني، وبادر بالدعوة لثورة دينية.
الجريدة الرسمية