وداعا عمدة "ليالى الحليمة"
رحل المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ عن عالمنا اليوم، الخميس، عن عمر يناهز 71 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
كان عبد الحافظ قد أصيب بمرض فى الرئة، وأهملت الدولة فى علاجه على نفقتها، وتخلت نقابة المهن التمثيلية عن متابعة حالته، إلى أن انتهى به المطاف فى فرنسا.
عبد الحافظ يعد أحد صُنّاع الدراما العربية، وواحد من جيل المخرجين فى التلفزيون والرواد فى الوطن العربى، الذين قدموا أعمالا لا يمكن أن تنساها ذاكرة المُشاهدين.
ولد عبد الحافظ فى 15 مارس بإحدى قرى كفر الشيخ، وتخرج فى كلية الآداب عام 1963 قسم «لغات شرقية» بتقدير «جيد جداً» مع مرتبة الشرف، وطُلب منه العمل مُعيداً بالكلية، لكنه رفض من اجل العمل بالتليفزيون.
بدأت رحلته بالتليفزيون يوم 16 /2/1963 كمساعد مخرج فى مراقبة الاطفال، ثم انتقل الى مراقبة المسلسلات عام 1965 ، وفى بداية الستينيات بدأ العمل كمخرج بفضل استاذه ابراهيم الصحن، واشتهر بجرأته فى تناوله للأحداث.
كان مسلسل " الناس والفلوس " بداية الهجوم عليه بحجة دعوته لقلب نظام الحكم وتوقف المسلسل عند الحلقة السابعة، وفى عام 1975 تم ايقافه عن العمل، بسبب الكاتب جلال الغزالى الذى كان يعد من فرسان الدراما فى التليفزيون فى ذلك الوقت وخاصه العمل الدرامى "ربما"، واتهموه وقتها بمهاجمة سياسة الانفتاح الاقتصادى، الى ان جاءت السيدة تماضر توفيق رئيسة للتلفزيون، وأصرت على عودته لاخراج مسلسل " الحب والحقيقة" تأليف فتحية العسال، وهاجم وقتها رأس الدولة، وهوجم المسلسل، آنذاك، من قبل وسائل الاعلام، وتم ايقافه مرة اخرى لمدة خمس سنوات من 1980 الى 1985.
كما واجه عبد الحافظ حربا شرسة من قبل النقاد، وبسبب إصراره وايمانه برسالته، قدم مع القطاع العام سلسلة من الاعمال الناجحة، مثل "شجرة الرمان" و"الشهد والدموع" و"ايوب البحر"، وتوالت بعدها الاعمال الخالدة مثل، ليالى الحلمية بأجزائها الخمسة، خالتى صفية والدير، الوسيّة، العائلة، امرأة من زمن الحب، وآخرها حدائق الشيطان.