رئيس التحرير
عصام كامل

جدوى تجديد الخطاب الديني! «٤»


تجديد الخطاب الديني مسئولية من؟ 
هل هي مسئولية رجال الدين وحدهم؟.. أم هي مسئولية المثقفين والمفكرين معهم؟.. أم هي مسئولية الدولة أساسا؟.. أم هي مسئوليتنا جميعا، أي مسئولة المجتمع كله؟

الإجابة عن هذا السؤال ليست واحدة، فإن الذين يحصرون مواجهة التطرف الديني في تصحيح التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية المقدسة، يرون أن ذلك مهمة علماء الدين الذين لهم معرفة بقواعد التفسير.. أما الذين يعتقدون أن التطرف الديني هو فكر مغلوط، فإنهم يرون أن الأقدر على مواجهته هم المفكرون والمثقفون.. بينما يعتقد البعض أن دور رجال الدين والمثقفين وحدهم لا يكفي، لا بد من دور أساسي للدولة، أي لا بد أن تكون هناك إرادة سياسية أولا، وتقود الدولة هذه المهمة.. إلا أن هناك من يرون أيضا أن المجتمع كله سواء في البيت أو في المدرسة أو في العمل مسئول عن التطرف الديني، وبالتالي فهو إذا أراد أن يتخلص منه عليه أن يشارك المجتمع كله في التصدي لهذا التطرف.

وحتى لا تضيع المسئولية بيننا جميعا، ويبقى التطرف يعشش في مجتمعنا، ويخلق لنا مزيدا من الإرهابيين ويعوق عملية بناء دولتنا العصرية الحديثة، يجب أن يكون واضحا ومحددا مسئولية كل منا في ذلك.. رجال الدين المستنيرين المجددين، وليس كلهم بالطبع، عليهم مسئولية تقديم تفسيرات للنصوص الدينية، لا نقول مواكبة للعصر وإنما لا تحض على التطرف، وغيرهم لن يستطيع ذلك.. أما المثقفون والمفكرون فإن واجبهم هو التصدي للتطرف في كل مجال سواء كان اجتماعيا أو دينيا أو سياسيا.. أما المجتمع فـإنه مسئول عن نبذ التطرف الاجتماعي.. ويتبقى دور الدولة، وهو تجريم التطرف حينما يتحول إلى سلوك، وحماية من يتصدون فكريا ودينيا للتطرف.
الجريدة الرسمية